وقد أخذتُ أنقّر في النصوص الإنجليزية والفرنسية الموجودة في المشباك حتى عثرتُ على طائفة من الشواهد النثرية والشعرية يتحدث فيها أصحابها لا على أن الشمس تشرق وتغرب فحسب، بل عن سقوطها أو غوصها أو غروبها في البحر أو في السهل أو ما إلى هذا. وإلى القارئ عينةً مما وجدته من تلك النصوص: "Alone stood I atop a little hill، ﷺnd beheld the light-blue sea lying still، ﷺnd saw the sun go down into the sea" (من قصيدة بعنوان: "AN ﷺ PISTLE" لـ Numaldasan)، "The sun sinks down into the sea" (من رواية "The Water-Babies" لـCharles Kingsley)، " The Sun came up upon the left، out of the sea came he! ﷺnd he shone bright، and on the right Went down into the sea" (من قصيدة "The Rime of the ﷺncient Mariner" لكوليردج)، "The red sun going down into the sea at Scheveningen" (من "Letter from Theo van Gogh to Vincent Gogh van ﷺuvers-sur-Oise، ٣٠ June ١٨٩٠")، "The sun sank slowly into the sea" (من مقال "The Light Of The Setting Sun" لـRocky)، " Just then the sun plunged into the sea it popped out from behind the gray cloud screen that had obscured the fiery disk" (من مقال بعنوان "Taps for three war buddies" في موقع "sun-herald.com")، "le soleil descendre dans l'ocean…" (من " L'ILE تعالىES PINGOUINS" لأناتول فرانس)، " Le soleil، disparu dans la mer، avait laissé le ciel tout rouge، et cette lueur saignait aussi sur les grandes pierres، nos voisines" (من " ﷺ n رضي الله عنretagne" لجى دى موباسان)، "Spectacle saisissant، que le soleil couchant dans ces dunes impressionnantes" (من مقال "RAIتعالى ﷺ N LIBYE" لـRoger Vacheresse)، "On comprend aussi que la blessure de Réginald a quelque chose du Soleil plongeant dans la mer" (من "LES
CHANTS تعالىE MALDOROR" لـle comte de Lautréamont).
هذا، ومن معانى "العين" في العربية (فيما يهمنا هنا) حسبما جاء في "لسان العرب": "عين الماء. والعين: التي يخرج منه الماء. والعين: ينبوع الماء الذي ينبع من الأرض ويجري... ويقال: غارت عين الماء. وعين الركية: مَفْجَر مائها ومنبعها. وفي الحديث: "خير المال عينٌ ساهرةٌ لعينٍ نائمة"، أراد عين الماء التي تجري ولا تنقطع ليلا ونهارا، وعين صاحبها نائمة، فجعل السهر مثلا لجريها... وعين القناة: مصب مائها... والعين من السحاب: ما أقبل من ناحية القبلة وعن يمينها، يعني قبلة العراق... وفي الحديث: إذا نشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عينٌ غديقة... والعين: مطر أيام لا يُقْلِع، وقيل: هو المطر يدوم خمسة أيام أو ستة أو أكثر لا يُقْلِع، قال الراعي:
وأنآء حيٍّ تحت عينٍ مطيرةٍ ** عظام البيوت ينزلون الروابيا
... والعين: الناحية". وعلى هذا فعندما يقول عبد الفادى (اقرأ: "عبد الفاضى") مؤلف كتاب "هل القرآن معصوم؟" (وهو جاهل كذاب من أولئك الجهلاء الكَذَبة الذين يَشْغَبون على كتاب الله المجيد) إن القرآن، بناء على ما جاء في تفسير البيضاوي، يذكر أن الشمس تغرب في بئرٍ، فإننا نعرف في الحال أنه يتكلم بلسان الكذب والجهل: فأما الجهل فلأن المسألة، حسبما رأينا في "لسان العرب"، أوسع من ذلك كثيرا بحيث تَصْدُق كلمة "العين" على البحر والسحاب والمطر أيضا. ولذلك وجدنا من المترجمين من يترجمها بمعنى "بحر" أو "بحيرة"، فضلا عن أنه من غير المستبعد أن يكون المعنى في الآية هو ذلك النوع المذكور من السحاب أو المطر. وأما الكذب فلأن البيضاوي لم يقل هذا، بل قال: "حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ: "ذات حمأ"، من "حَمِئَتِ البئر" إذا صارت ذات حمأة. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر: "حامية"، أي حارة، ولا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين، أو "حَمِيَة" على أن ياءها مقلوبة عن الهمزة لكسر ما قبلها. ولعله بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء. ولذلك قال: "وجدها تغرب"، ولم يقل: "كانت تغرب"...". فكما ترى ليس في البيضاوي أنها غربت في بئر، بل كل ما فعله المفسر الكبير أنه اتخذ من "البئر" مثالا لشرح كلمة "حمئة"، لكنه لم يقل قط إن معنى "العين" هو "البئر"، بل قال ما نصه: لعل ذا القرنين قد بلغ ساحل المحيط فرآها كذلك. وحتى لو قال ذلك فإن كلامه يبقى مجرد اجتهاد منه قد يصح أو لا يصح، ولا يجوز حمله على القرآن أبدا، وبخاصة أن كثيرا من المفسرين كذلك لم يفسروا العين بهذا المعنى. بيد أننا هنا بصدد جماعة من الطَّغَام البُلَداء الرُّقَعاء الذين كل همهم هو الشَّغْب بجهل ورعونة، إذ هم في واقع الأمر وحقيقته لا يعرفون في الموضوع الذي يتناولونه شيئا ذا بال، ومع هذا نراهم يتطاولون على