( جـ ) سورة الحج ( ٥٥): قوله تعالى: )أو يأتيهم عذاب يوم عظيم (اختلف في هذا اليوم أي يوم هو؟ فقيل: هل يوم القيامة. وقيل: هو يوم بدر [ ٢ ـ ٨ ]، وقيل: المراد بيوم عقيم يوم موتهم، فإنه لا يوم بعد بالنسبة إليهم [ ٧ ]، وشرح وصف اليوم بأنه ( يوم عقيم ) لأن يوم القيامة يوم لا ليلة بعده [ ٢، ٣. ٤، ٦ ] أي: لا يوم بعده [ ٦ ]. والعقيم في اللغة: من لا يكون له ولد [ ٣، ٦]، ولما كان الولد يكون بين الأبوين [ ٣ ] كهيئة الولادة، ولما لم يكن بعد ذلك اليوم يوم وصف العقم [ ٣، ٦، ٧، ٨ ]. وكذلك يوم بدر لأنهم لم ينظروا فيه إلى الليل، بل قتلوا قبل المساء، فصار يوماً لا ليلة له [ ٢، ٣ ]، وهذا يؤيد رأي الباحث.
( د ) في سورة الذاريات ( ٤١ ): قيل: ( العقيم ) فعيل بمعنى مفعول، وكذلك بمعنى فاعل [٥، ٧ ]، ومنه امرأة عقيم لا تحمل ولا تلد [ ٣ ]، كأنه شبه عدم تضمن المنفعة بعقم المرأة فعيل بمعنى فاعل من اللازم [ ٧ ]، أي: الريح المفسدة التي لا تنتج شيئاً [ ٤ ]، فهي لا تلقح شيئاً [ ٢، ٧]، لا تلقح نباتاً [ ٢ ]، ولا الشجر [ ٢، ٣، ٦ ـ ٨]، ولا تلقح [ ٣ ]، ولا تثير [ ٢ ]، السحاب [ ٢، ٣ ]، ولا تحمل مطراً [ ٦ ـ ٨ ]، أي: ليس فيها خير [ ٦، ٨ ]، ولا بركة [ ٢، ٣، ٦، ٧ ]، ولا رحمة [ ٣ ]، ولا منفعة [ ٣، ٧ ].
وقيل: سميت عقيماً لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم [ ٧ ـ ٨ ]، على أن هناك استعارة تبعية شبه إهلاكهم وقطع دابرهم بعقم النساء وعدم حملهن لما فيه من إذهاب النسل ثم أطلق المشبه به على المشبه واشتق منه العقيم [ ٧ ].
( ٣ ) ( العقر ) في اللغة:
( أ ) ( العقرة ) والعقر والعقر [١٢]، وقد عقرت المرأة [١٢، ١٤ ـ ١٦ ]، تعقر [١٣، ١٤ ـ ١٦]، عقراً [١٢، ١٤ ـ ١٦]، وعقراً [١٢، ١٤]، وعقاراً [١٤]، وعقارة وعقارة [١٢]، وعقرت عقاراً [١٢، ١٦ ]، فهي عاقر [١٢، ١٤، ١٦]، والجمع عقر [١٢، ١٤]، وعواقر وعاقرات [١٥]، وعقر الرجل مثل المرأة أيضاً [١٢]، ورجل عاقر [١٢، ١٦]، وعقير [١٢، ١٤]، لا [١٢ ـ ١٤، ١٦]، أو لم [١٥]، يؤله له [١٢ ـ ١٦]، ولد [١٤]، والجمع عفر [١٢، ١٥، ١٦]، وقد ( عقرت ) المرأة تعقر بالضم ( عقراً ) بضم العين أي: صارت عاقراً [١٣]، وعقرها الله بالفتح جعلها كذلك [١٥]، وأعقر الله رحمها [١٢، ١٤]، فهي معقرة [١٢].
( ب ) العقر الجرح [١٤]، و ( عقره ) عقراً جرحه [١٢، ١٣، ١٥ ]، فهو ( عقير ) وهم (عقرى ) كجريح وجرحى [١٢، ١٣].
وقال الرازي في الآيتين: [٥، ٨] من سورة مريم: العقر في اللغة الجرح، ومنه أخذ العاقر لأنه نقص أصل الخلقة، وعقرت الفرس بالسيف إذا ضربت قوائمه [٥]، والعقر أثر كالحز [١٢، ١٤]، في قوائم الفرس والإبل [١٤]، و ( عقر ) البعير [١٢، ١٥]، والفرس بالسيف [١٢، ١٣]، عقراً [١٢]، يعقره وعقره [١٢، ١٤]، ضرب به [١٣، ١٥]، أي: قطع [١٢]، قوائمه [١٢، ١٣، ١٥]، فهو ( عقير ) [١٣، ١٥]، أي: المعقور [١٢، ١٤]، والجمع عقرى [١٢، ١٥]، الذكر والأنثى فيه سواء، وعقر الناقة يعقرها ويعقرها عقراً وعقرها عقها إذا فعل بها ذلك حتى تسقط فنحرها مستمكناً منها [١٢، ١٦]، ومنها قوله تعالى: )فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم.... ( ٧٧ ) ([الأعراف][١٦]،
وعقره الكلب: عضه [١٦]، ويقال: كلب ( عقور ) [١٢ ـ ١٥]، والجمع عقر [١٢، ١٤، ١٥]. وعليه فـ ( العاقر ) من النساء والرجال لا ينجب، شبه بالجريح به جرح يؤلمه ويؤرقه.
( جـ ) قيل: ( العقرة ) وتضم العقم[١٤]، وهذا يتفق مع ما ذهب إليه الباحث من أن (العقر) له مدى من الأقل إلى الأشد بينما مطلق ( العقر ) وأشده ومنتهاه هو ( العقم ).
( د ) ( العقر ) كل ما شربه الإنسان فلم يولد له، فهم عقر له [١٢]، والعقرة: خرزة تحملها المرأة [١٢، ١٤]، بشدها أو تعليقها على حوقيها لئلا تحمل [١٢]، وتلد [١٤]، إذا وطئت.
وقيل: إنها خرزة تعلق على العاقر لتلد [١٢]. ويفيد هذا في أن ( العقر ) يمكن أن يبرأ منه، ولذلك: سميت تلك الخرزة التي كانت تستعمل لمنع الحمل أو الحث عليه باسم ( العقرة ).
( هـ ) ( بيضة العقر ) بالضم.
قيل: هي أول بيضة تبيضها الدجاجة [١٢، ١٤]، لأنها تعقرها [١٢]، وقيل: هي آخر بيضة [١٢، ١٤]، تبيضها إذا هرمت [١٢]، فأول بيضة تبيضها الدجاجة تخرجها من الوصف بـ (العقر ) فإذا لم تبيضها فهي عاقر، بينما آخر بيضة لها إذا هرمت بعقبها مطلق ( العقر ).
( و ) العقر: فرج ما بين شيئين [١٢]، وهذا يتفق مع ما يذهب إليه الباحث، فما بين عدم حدوث الحمل والحمل لأول مرة ( عقر ) وما بين حملين ( عقر ) وما يعقب آخر حمل هو مطلق ( العقر ).
( ز ) يقال: عقر الأمر عقراً لم ينتج عاقبة [١٤، ١٢]. وذلك على التشبيه بعدم القدرة على الإنجاب.
( ح ) العاقر من الرمل مالا ينبت [١٢، ١٤]، يشبه بالمرأة، وفي الحديث: ( أنه مر بأرض تسمى عقرة فسماها خضرة ).


الصفحة التالية
Icon