• التنوع الشديد في توجيه الخطاب بما يتناسب مع السرد ويجسد المواقف والمعاني تجسيدا حقيقيا واقعيا (من الله إلى الرسول أو إلى جماعات من الناس، أو عن الله، أو بضمير الغائب عن أشياء أو أشخاص أو جماعات).
• إخراج مدلول اللفظ والجملة من المعنى المجرد إلى الصورة المحسوسة المتخيلة.
• تحويل الصور من شكل صامت إلى منظر حي متحرك.
• تضخيم المنظر وتجسيمه حيثما يتطلب الجو والمشهد ذلك.
• تكامل ووحدة موضوعات الآيات والسور في القرآن ككل، بحيث يفسر بعضه بعضا.
• إعجاز الوفاء بالأهداف المتباينة والمتضادة في نفس الوقت مثل: الإيجاز الشديد أو الحذف مع الوفاء الكامل بالمعاني المرادة، والإجمال في القول مع تفصيل المعنى، وخطاب العامة وخطاب الخاصة، وإقناع العقل مع إمتاع العاطفة.
• الإعجاز العددي الذي يتمثل في موافقات في تكرار بعض الألفاظ المتقابلة، التي يعجز أي مخلوق على مراعاتها مسبقا في صياغة نص بهذا الطول والتنوع، ويستحيل أن يتحقق بمجرد الصدفة المحضة.
شواهد الدرس في الكتاب والسنة
الإِعجاز البيانى
الآية :]أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ[ [هود : ١٣]
و :]أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ [يونس : ٣٨]
و :]وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ[ [البقرة : ٢٣]
و :]قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرآْنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً[ [الإِسراء : ٨٨]
و :]فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ[ [الطور : ٣٤]
و :]أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرآْنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً[ [النساء : ٨٢]
حتى آيات التشريع:
واقرأ: آية الدَّيْن، أطول آيات القرآن (البقرة: ٢٨٢)، وآيات المواريث (النساء ١١-١٢)
الإعجاز العددي:
من ذلك ورود ذكر الشياطين والملائكة (٨٨ مرة بصيغها المختلفة)، والدنيا والآخرة (١١٥ مرة) والسيئات والصالحات (١٨٠ مرة بمشتقاتها)، والقرآن والوحي والإسلام بمشتقاتها (٧٠ مرة لكلُ منها).
سهولة حفظه وتذكره:
قال تعالى: ]وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ[ [القمر/١١]
=============
من الاعجاز البياني في القرآن الكريم
ركزت الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) في تفسيرها البياني على الجانب الدلالي لألفاظ القرآن فيما اسمته بالإعجاز البياني للقرآن، والذي يركز على بيان وجه الإعجاز القرآني في اختيار اللفظ دون غيره من المترادفات الأخرى، في التعبير عن معنى محدد، فعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى الكلمتين المترادفتين:
رؤيا، وحلم، نجد أن القرآن الكريم جاء بكل واحدة منهما لتعبر عن معنى معين، فتوضح الدكتورة بنت الشاطئ أن استخدام كلمة الرؤيا قد جاء في سياق معين، بحيث لا يمكن أن تحل محلها كلمة الأحلام، فقد تبين من السياق القرآني أن كلمة رؤيا ترتبط بالتصديق، وتتسم بالوضوح، مثلما جاء في قوله تعالى«إذ قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين» يوسف: ٤-٥. وكذلك الأمر في رؤيا ملك مصر «وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون» يوسف: ٤٣.
أما كلمة الحلم فتأتي في صيغة الجمع وتدل على التداخل وعدم الوضوح، تبين ذلك في رد الملأ على طلب ملك مصر بتفسير رؤياه: «قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين» يوسف: ٤٤.
ونتوقف عند نموذج آخر من هذا الإعجاز البياني، من خلال تأمل استعمال القرآن الكريم لكلمتي:
امرأة، وزوج ( زوجة).
وتوضح أن تدبر سياق استعمال القرآن للكلمتين، يشير إلى أن كلمة زوج تأتي حيث تكون الزوجية هي مناط الموقف: حكمة وآية، أو تشريعاً، وحكماً. ففي آية الزوجية قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة» ( الروم ٢١)، «والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً» ( الفرقان - ٧٤ ).


الصفحة التالية
Icon