منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم ١ وقيد الردة بالموت عليها و الموافاة على الكفر فوجب رد الآية المطلقة إليها وألا يقضي بإحباط الأعمال إلا بشرط الموافاة عليها و هو مذهب الشافعي رضي الله عنه وإن كان قد تورع في هذا التقرير
ومن هذا الإطلاق تحريم الدم و تقييده في موضع آخر بالمسفوح و قوله فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ٢ وقال في موضع آخر منه ٣
و قوله من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ٤ فإنه لو قيل نحن نرى من يطلب الدنيا طلبا حثيثا و لا يحصل له منها شيء قلنا قال الله تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ٥ فعلق ما يريد بالمشيئة والإرادة
ومثله قوله تعالى أجيب دعوة الداع إذا دعان وقوله ادعوني استجب لكم ٧ فإنه معلق تنبيه
اختلف الأصوليون في أن حمل المطلق على المقيد هل هو من وضع اللغة أو بالقياس على مذهبين و الأولون يقولون العرب من مذهبها استحباب الإطلاق اكتفاء بالمقيد