تعلمُونَ} بِالْفَاءِ حَيْثُ وَقع وَفِي هود ﴿سَوف تعلمُونَ﴾ بِغَيْر فَاء لِأَنَّهُ تقدم فِي هَذِه السُّورَة وَغَيرهَا ﴿قل﴾ فَأَمرهمْ أَمر وَعِيد بقوله ﴿اعْمَلُوا﴾ أَي
اعْمَلُوا فستجزون وَلم يكن فِي هود ﴿قل﴾ فَصَارَ استئنافا وَقيل سَوف تعلمُونَ فِي سُورَة هود صفة لعامل أَي إِنِّي عَامل سَوف تعلمُونَ فَحذف الْفَاء
١١٤ - قَوْله ﴿سَيَقُولُ الَّذين أشركوا لَو شَاءَ الله مَا أشركنا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حرمنا من شَيْء﴾ وَقَالَ فِي النَّحْل ﴿وَقَالَ الَّذين أشركوا لَو شَاءَ الله مَا عَبدنَا من دونه من شَيْء نَحن وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حرمنا من دونه من شَيْء﴾ فَزَاد من ﴿دونه﴾ مرَّتَيْنِ وَزَاد ﴿نَحن﴾ لِأَن لفظ الْإِشْرَاك يدل على إِثْبَات شريك لَا يجوز إثْبَاته وَدلّ على تَحْرِيم أَشْيَاء وَتَحْلِيل أَشْيَاء من دون الله فَلم يحْتَج إِلَى لفظ ﴿من دونه﴾ بِخِلَاف لفظ الْعِبَادَة فَإِنَّهَا غير مستنكرة وَإِنَّمَا المستنكر عبَادَة شَيْء مَعَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَلَا يدل على تَحْرِيم شَيْء كَمَا يدل عَلَيْهِ أشرك فَلم يكن لله هُنَا من يعتبره بقوله ﴿من دونه﴾ وَلما حذف ﴿من دونه﴾ مرَّتَيْنِ حذف مَعَه ﴿نَحن﴾ لتطرد الْآيَة فِي حكم التَّخْفِيف
١١٥ - قَوْله ﴿نَحن نرزقكم وإياهم﴾ وَقَالَ فِي سُبْحَانَ ﴿نَحن نرزقهم وَإِيَّاكُم﴾ على الضِّدّ لِأَن التَّقْدِير من إملاق بكم نَحن نرزقكم وإياهم وَفِي سُبْحَانَ خشيَة إملاق يَقع بهم نَحن نرزقهم وَإِيَّاكُم
١١٦ - قَوْله ﴿ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تعقلون﴾ وَفِي