المنادى فِي هَذِه السُّورَة فَلَمَّا حذفه انحذفت الْفَاء
١٢٢ - قَوْله ﴿إِنَّك من المنظرين﴾ فِي هَذِه السُّورَة وَفِي السورتين ﴿قَالَ فَإنَّك﴾ لِأَن الْجَواب يبْنى على السُّؤَال وَلما خلا فِي هَذِه السُّورَة عَن الْفَاء خلا الْجَواب عَنهُ وَلما ثبتَتْ الْفَاء فِي السُّؤَال فِي السورتين ثبتَتْ فِي الْجَواب وَالْجَوَاب فِي السُّور الثَّلَاث إِجَابَة وَلَيْسَ باستجابة
١٢٣ - قَوْله ﴿فبمَا أغويتني﴾ فِي هَذِه السُّورَة وَفِي ص ﴿فبعزتك لأغوينهم﴾ وَفِي الْحجر ﴿رب بِمَا أغويتني﴾ لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة مُوَافق لما قبله فِي الِاقْتِصَار على الْخطاب دون النداء وَمَا فِي الْحجر مُوَافق لما قبله فِي مُطَابقَة النداء وَزَاد فِي هَذِه السُّورَة الْفَاء الَّتِي هِيَ للْعَطْف ليَكُون الثَّانِي مربوطا بِالْأولِ وَلم تدخل فِي الْحجر فَاكْتفى بمطابقة النداء لِامْتِنَاع النداء مِنْهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي يستدعيه النداء فَإِن ذَلِك يَقع مَعَ السُّؤَال والطلب وَهَذَا قسم عِنْد أَكْثَرهم بِدَلِيل مَا فِي ص وَخبر عِنْد بَعضهم وَالَّذِي فِي ص على قِيَاس مَا فِي الْأَعْرَاف دون الْحجر لِأَن موافقتهما أَكثر على مَا سبق فَقَالَ
﴿فبعزتك﴾ وَالله أعلم
وَهَذَا الْفَصْل فِي هَذِه السُّورَة برهَان لامع وَسَأَلَ الْخَطِيب نَفسه عَن هَذِه الْمسَائِل فَأجَاب عَنْهَا وَقَالَ إِن اقتصاص مَا مضى إِذا لم يقْصد بِهِ أَدَاء الْأَلْفَاظ بِأَعْيَانِهَا كَانَ اختلافها واتفاقها سَوَاء إِذا أدّى