٢١٨ - قَوْله ﴿إِن ثَمُود﴾ بِالتَّنْوِينِ ذكر فِي الْمُتَشَابه فَقلت ثَمُود من الثمد وَهُوَ المَاء الْقَلِيل جعل اسْم قَبيلَة فَهُوَ منصرف من وَجه وَغير منصرف من وَجه فصرفوه فِي حَال النصب لِأَنَّهُ أخف أَحْوَال
الِاسْم وَلم يصرفوه فِي حَال الرّفْع لِأَنَّهُ أثقل أَحْوَال الِاسْم وَجَاز الْوَجْهَانِ فِي الْجَرّ لِأَنَّهُ وَاسِطَة بَين الخفة والثقل
٢١٩ - قَوْله ﴿وَمَا كَانَ رَبك ليهلك الْقرى بظُلْم وَأَهْلهَا مصلحون﴾ وَفِي الْقَصَص ﴿مهلك الْقرى﴾ لِأَن الله تَعَالَى نفى الظُّلم عَن نَفسه بأبلغ لفظ يسْتَعْمل فِي النَّفْي لِأَن هَذِه اللَّام لَام الْجُحُود وَتظهر بعْدهَا أَن وَلَا يَقع بعْدهَا الْمصدر وتختص بكان مَعْنَاهُ مَا فعلت فِيمَا مضى وَلَا أفعل فِي الْحَال وَلَا أفعل فِي الْمُسْتَقْبل فَكَانَ الْغَايَة فِي النَّفْي وَمَا فِي الْقَصَص لم يكن صَرِيح ظلم فَاكْتفى بِذكر اسْم الْفَاعِل وَهُوَ أحد الْأَزْمِنَة غير معِين ثمَّ نَفَاهُ
٢٢٠ - قَوْله ﴿فَأسر بأهلك بِقطع من اللَّيْل وَلَا يلْتَفت مِنْكُم أحد إِلَّا امْرَأَتك﴾ وَفِي الْحجر ﴿بِقطع من اللَّيْل وَاتبع أدبارهم وَلَا يلْتَفت مِنْكُم أحد﴾ اسْتثْنى فِي هَذِه السُّورَة من الْأَهْل قَوْله ﴿إِلَّا امْرَأَتك﴾ وَلم يسْتَثْن فِي الْحجر اكْتِفَاء بِمَا قبله وَهُوَ قَوْله ﴿إِلَى قوم مجرمين﴾ ﴿إِلَّا آل لوط إِنَّا لمنجوهم أَجْمَعِينَ﴾ ﴿إِلَّا امْرَأَته﴾ فَهَذَا الِاسْتِثْنَاء الَّذِي تفردت بِهِ