وَلما كَانَ كِنَايَة عَن غير مَذْكُور وَلم يزدْ مَعَه الظّهْر لِئَلَّا يلتبس بالدابة لِأَن الظّهْر أَكثر مَا يسْتَعْمل فِي الدَّابَّة قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِن المنبت لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهرا أبقى
وَأما فِي الْمَلَائِكَة فقد تقدم ذكر الأَرْض فِي قَوْله ﴿أَو لم يَسِيرُوا فِي الأَرْض﴾ وَبعدهَا ﴿وَلَا فِي الأَرْض﴾ فَكَانَ كِنَايَة عَن مَذْكُور سَابق فَذكر الظّهْر حَيْثُ لَا يلتبس
قَالَ الْخَطِيب لما قَالَ فِي النَّحْل ﴿بظلمهم﴾ لم يقل على ظهرهَا احْتِرَازًا عَن الْجمع بَين الظاءين لِأَنَّهَا تقل فِي الْكَلَام وَلَيْسَت لأمة من الْأُمَم سوى الْعَرَب
قَالَ وَلم يجِئ فِي هَذِه السُّورَة إِلَّا فِي سَبْعَة أحرف نَحْو الظُّلم وَالنَّظَر والظل وظل وَجهه وَالظّهْر والعظم والوعظ فَلم يجمع بَينهمَا فِي جملتين معقودتين عقد كَلَام وَاحِد وَهُوَ لَو وجوا بِهِ
٢٦٧ - م قَوْله ﴿فأحيا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا﴾ وَفِي العنكبوت ﴿من بعد مَوتهَا﴾ وَكَذَلِكَ حذف من قَوْله ﴿لكيلا يعلم من بعد علم شَيْئا﴾ وَفِي الْحَج ﴿من بعد علم شَيْئا﴾ لِأَنَّهُ أجمل الْكَلَام فِي هَذِه السُّورَة
وَفصل فِي الْحَج فَقَالَ ﴿فَإنَّا خَلَقْنَاكُمْ من تُرَاب ثمَّ من نُطْفَة ثمَّ من علقَة ثمَّ من مُضْغَة﴾ إِلَى قَوْله ﴿ومنكم من يتوفى﴾ فَاقْتضى الْإِجْمَال


الصفحة التالية
Icon