بِهِ فَجعله من أنفسهم ليَكُون مُوجب الْمِنَّة أظهر وَكَذَلِكَ قَوْله ﴿لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم﴾ لما وَصفه بقوله ﴿عَزِيز عَلَيْهِ مَا عنتم حَرِيص عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيم﴾
جعله من أنفسهم ليَكُون مُوجب الْإِجَابَة وَالْإِيمَان أظهر وَأبين
٦٧ - قَوْله ﴿جاؤوا بِالْبَيِّنَاتِ والزبر وَالْكتاب الْمُنِير﴾ هَهُنَا بباء وَاحِدَة إِلَّا فِي قِرَاءَة ابْن عَامر وَفِي فاطر ﴿بِالْبَيِّنَاتِ وبالزبر وبالكتاب﴾ بِثَلَاثَة باءات لِأَنَّهُ فِي هَذِه السُّورَة وَقع فِي كَلَام مَبْنِيّ على الِاخْتِصَار وَهُوَ إِقَامَة لفظ الْمَاضِي فِي الشَّرْط مقَام لفظ الْمُسْتَقْبل وَلَفظ الْمَاضِي أخف وَبني الْفِعْل للْمَجْهُول فَلَا يحْتَاج إِلَى ذكر الْفَاعِل وَهُوَ قَوْله ﴿فَإِن كَذبُوك فقد كذب رسل من قبلك﴾ لذَلِك حذفت الباءات ليُوَافق الأول فِي الِاخْتِصَار بِخِلَاف مَا فِي فاطر فَإِن الشَّرْط فِيهِ بِلَفْظ الْمُسْتَقْبل وَالْفَاعِل مَذْكُور مَعَ الْفِعْل وَهُوَ قَوْله ﴿وَإِن يُكذِّبُوك فقد كذب الَّذين من قبلهم﴾ ثمَّ ذكر بعْدهَا الباءات ليَكُون كُله على نسق وَاحِد
٦٨ - قَوْله ﴿ثمَّ مأواهم جَهَنَّم﴾ هَهُنَا وَفِي غَيرهَا ﴿ومأواهم جَهَنَّم﴾ و٦٦ ٩ لِأَن مَا قبلهَا فِي هَذِه السُّورَة ﴿لَا يغرنك تقلب الَّذين كفرُوا فِي الْبِلَاد﴾ ﴿مَتَاع قَلِيل﴾ أَي ذَلِك مَتَاع فِي الدُّنْيَا قَلِيل والقليل يدل على تراخ وَإِن صغر وَقل وَثمّ للتراخي فَكَانَ طبقًا لَهُ وَالله تَعَالَى أعلم


الصفحة التالية
Icon