٤- ومن بالغ فقد الأَمانة العلمية تقوله على شيخ الإِسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- ما لم يقل. وحقيقة الحال أَنها كلمات للفقيه أَبي محمد(١)، فقد نشرت ((مجلة المجتمع)) في أَعدادها: ٦٢٧-٦٤٦، مقالات له، وفيها نسب إِلى شيخ الإِسلام ابن تيمية–رحمه الله تعالى- أَنه قال: (الأَشعرية أَنصار أُصول الدين، والعلماء أَنصار فروع الدين) اهـ.
وهذه العبارة هي لأَبي محمد الجويني، ذكرها عنه شيخ الإِسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- كما في ((مجموع الفتاوى)): (٤ / ١٥، ١٧ ) إِذ قال، (ص / ١٥ ): (( وكذلك رأَيت في فتاوى الفقيه أَبي محمد فتوى طويلة فيها أَشياء حسنة، قد سئل بها عن مسائل متعددة قال فيها:
(ولا يجوز شغل المساجد بالغناء والرقص...- إِلى أَن قال -: قال: (وأَما لعن العلماء لأَمة الأَشعرية فَمَنْ لَعَنَهُمْ عُزِر. وعادت اللعنة عليه، فمن لعن من ليس أَهلاً للعنة وقعت عليه، والعلماء أَنصار فروع الدين، و الأَشعرية أَنصار أُصول الدين). قال: وأَما دخولهم النيران... انتهى) اهـ.
وأَصله في ((نقض المنطق)): (ص / ١٥٠ ).
فهل هذا جهل بمواقع كلام أَهل العلم، أَم تلبيس ليحتج للتمشعر بكلمات ينسبها تقولاً على شيخ الإِسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - بل يقول شيخ الإِسلام في: ((منهاج السنة النبوية)): (٥ / ١٥٨)، مبيناً منزلة أَهلها: (وأَهل السنة نقاوة المسلمين، فهم خير الناس للناس) اهـ.
ونحوه: (٥ / ١٦١، ١٦٢). ومقالة الفقيه أَبي محمد هذه هي لأَهل الكلام في حق أَهل السنة، وقد فند الرد عليها شيخ الإِسلام – رحمه الله تعالى - في: ((الفتاوى)): (٤ / ١٥، ١٧)، وانظر: (٤ / ٥٥، ٥٦)، و(٦ /٥٣).