وعليه: فإِننا نقول وننبه، وننشر، ونعلن، أَن هذا الاختصار لتفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير مسخ لهما عن مكانتهما السلفية، والجادة المأْثورة لما تراه من التأْويل، والتحريف، ولذا فإِن نسبتهما إِلى ابن جرير، وابن كثير نسبةٌ غير موثوقة، ولا مأْمونة، وهما مما يخالف نصهما بريئان منه لمخالفته منهج السلف الذي انتهجاه في تفسيرهما على أَحسن تقويم، أَخذاً بمسلك الصحابة – رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإِحسان - وإِن ما تراه من نماذج في هذا البحث وفي البحث بعده هي أَدلة عينية على ذلك فلينتبه.
ولا نعرف على مدى التاريخ مَن احترف التلبيس فسطى على تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، فنصب في سطورهما باسم الاختصار عوامل التحريف، والتبديل قبل هذا العمل الذي أَثار الهرج، وآذى المهج.
ونحن ننصاحه، والمنازعة له في السوأَة التي لا تغتفر وهي نسبة هذا التحريف ((التأْويل الخلفي)) إِلى ابن جرير، وابن كثير تقولاً عليهما بما لم يقولاه، وهل هذا إَلا إِسقاط لِلْعُمَدِ من كتب السلف، وإِلى نماذج في مخالفة منهج ابن جرير، وابن كثير:
١- تحريفه لتفسير قول الله تعالى: ؟ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ؟ الآية. ((صفوة التفاسير)): (١ / ٢٤). وفي كشفها تنبيهات: (ص / ١١٣).
٢- تحريفه لتفسير قول الله تعالى: ؟ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ؟ الآية.((صفوة التفاسير)): (١ / ٣٦). وفي كشفها: ((تنبيهات)): (ص / ٧١، ٧٣).
٣- تحريفه لمعنى استواء الله تعالى، وعلوه على خلقه – سبحانه - في آيات من كتابه الكريم. ((صفوة التفاسير)): (١ / ٤٦، ١٦٢)، (٢ / ١١٤).
وفي كشفها: تعقيبات: (ص / ٩)، وتنبيهات: (ص / ١١٤).
٤- تحريفه لمعنى صفة السمع في قول الله تعالى: ؟ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ ؟ الآية.
((صفوة التفاسير)): (٣ / ٣٣٥). وفي كشفها: تعقيبات: (ص / ٢٤).