٣- حكى القول عن شيخ الإِسلام من أَن الخضر ولي وأَنه حي. وهو قول شاذ موهن النسبة، وأَخفى ما قاله شيخ الإِسلام من أَن الخضر قد مات وهو الذي تناقله الناس عنه.
٤- وأَنه يعتمد الاحتجاج بقول الجمهور لا الاحتجاج بالدليل.
٥- أَنه تجاهل على الشيخ محمد جميل، وتجاهله عليه ينسحب على من سبقه من العلماء.
٦- أَنه ناقش أَدلة نبوة الخضر - عليه السلام - التي تذكر للاعتضاد، ولم يناقش الأَدلة المعتمدة في الاستدلال، مع أَن الشيخ جميل ذكر الجميع.
٧- غلط على ابن كثير - رحمه الله تعالى - إِذ نسب إِليه أَنه قال بولاية الخضر - عليه السلام -: الأَكثرون، وهو إِنما قال: (وذهب كثيرون... ).
٨- خالف أَدب الخلاف بذكره مع من قال به، وما يستدل به لكل قول، ومناقشة المرجوح، وبيان الراجح بدليله، وإِنما يسوق المسأَلة لقول اختمر عنده ليؤيده، وهذه طريقة من لا يفلح بالصواب.
إِذا اتضح ذلك، فاعلم أَن القول بولاية الخضر، والقول بأَنه مازال حياً، قد جرا من البلايا والمحن والدعاوى الكاذبة، والتلبيس على العامة بل وعلى الخاصة ما لا يصدقه عقل، ولا يقبله دين من دعوى فضل الولاية والأَولياء على النبوة والأَنبياء، وأَن فلاناً لقي الخضر -عليه السلام- واستلهمه كذا وكذا.. والقول بولايته وحياته أَبدا الدهر: هما معتقد الصوفية في جعل الشريعة لها ظاهر وباطن، وأَن علماء الباطن ينكرون على علماء الظاهر، ولا عكس، وبه قالوا بحجية الإِلهام، وأَن الولي أَفضل وأَعلم من النبي، والدعوى الواسعة للقاء الخضر والأَخذ عنه، فمنهم من لقي الخضر يصلي على المذهب الحنفي، وآخر رآه يصلي على المذهب الشافعي، وهذا الحصفكي يذكر في مقدمة كتابه ((الدرر المختار)) أَن الخضر أَوْدَعَ أَوراق المذهب الحنفي في نهر جيحون إِلى وقت نزول عيسى - عليه السلام -، ليحكم بها آخر الزمان؟!