١ـ فالأول : وهو اللذان تقاربا مخرجا وصفة كاللام والراء. نحو قل رب. فإن اللام تخرج من حافة اللسان وإن الراء تخرج من طرفه ( ولا شك فى أن هذين المخرجين اللذين هما حافة اللسان وطرفه متقاربان ). وإذا أردت أن تطمئن إلى هذا فسكن كلا من اللام والراء أو شددهما يتبين لك مخرجهما. ومنه يظهر لك قرب كل منهما من الآخر فى المخرج. إذأن اللام تخرج من أدنى حآفة اللسان (أى أقربها) إلى مقدم الفم من الضاحك المجاور للناب إلى الثنايا مع ما يليها من لثة الأسنان العليا. وأن الراء تخرج من طرف اللسان مائلة إلى ظهره قليلا مع ما يليه من لثة الأسنان العليا. فهذا هو معنى التقارب فى المخرج.
وأما معنى التقارب فى الصفة أى تقارب اللام والراء فيها أن صفات كل منهما واحدة إلا أن الراء تزيد على اللام صفة واحدةـ لأن صفات اللام ست وهى : الجهر والتوسط والاستفال والانفتاح والإذلاق والانحراف.
وأن صفات الراء سبع وهى : الجهر والتوسط والاستفال والانفتاح والإذلاق والانحراف و (التكرير). فقد شاركت الراء اللام فى الصفات الست الأولى وزادت عليها صفة واحدة وهى (التكرير)
٢ـ والثانى : وهو الذان تقاربا مخرجا لا صفة كالدال والسين نحو : قد سمع ـ فإن الدال و السين يخرجان من طرف اللسان إلا أن الدال تخرج من طرفه مع أصول الثنايا العليا وأن السين تخرج من طرفه مع ما بين الأسنان العليا والسفلى قريبة إلى السفلى
وإذا أردت أن تطمئن إلى هذا فسكن كلا من الدال والسين أو شددهما يتبين لك مخرجهما ومنه يظهر لك قرب كل منهما من الآخر فى المخرج(وهذا هو معنى التقارب فى المخرج ) لا معنى له سواه ولا تقارب بينهما ( أى بين الدال والسين ) فى الصفة. لأن كلا منهما له ست صفات : أربع متحدة واثنتان مختلفتان كما يتضح لك فإن صفات الدال هى الشدة والاستفال والانفتاح والإصمات و( الجهر والقلقلة )