اللازم الحرفي لا يكون في شىء من القرآن إلا في ( فواتح السور ) وهي أربعة عشر حرفا، جمعها صاحب التحفة بقوله :( صِلْهُ سُحَيْرَاً مَنْ قَطَعْكَ ) وهي ( صاد. لام. ها. سين. حا. را. ألف. ميم. نون. قاف. طا. عين. كاف. ).( ومعنى هذه الجملة ) أن من قطعك فلا تقطعه كما قطعك، بل صله مبادرا إلى صلته جدا وزره في وقت السحر ( وهو الثلث الأخير من الليل ) وإن كان هذا الوقت غير مناسب للزيارة ( والمقصود المبالغة في المبادرة إلى الصلة ) هكذا فهمت. والله أعلم. نسأله التوفيق والهداية لأقوم طريق.
وهذه الفواتح الأربع عشر ليست كلها مواضع للازم الحرفي، بل منها مواضع له، ومنها مواضع لغيره كما يتضح بعد.
فإن الذى يمد منها مدا لازما ( ثمانية أحرف ) مذكورة في قول بعضهم ( سنقص علمك ) ـ وهى ( سين ـ نون ـ قاف ـ صاد ـ عين ـ لام ـ ميم ـ كاف )، ولا يخفى عليك استخراجها من الفواتح، وما عدا ذلك، لا يمد مدا لازما، بل منه ما يمد مدا طبيعيا، ومنه ما لايمد أصلا، لا أصليا ولا فرعيا.
فالذي يمد مدا طبيعيا ( خمسة أحرف ) مذكورة في قول ذلك البعض ( حي طهر )، وهي :( حا ـ يا ـ طا ـ ها ـ را ) ولايخفى عليك استخراجها من الفواتح أيضا. والذي لا يمد أصلا، هو ( ألف ) من قوله تعالى :( الم ـ الر ) أو غيرهما مما لا يخفى على حافظ. جعلك الله تعالى من الحافظين المتقنين المجودين المجيدين. ثم إن الأحرف الثمانية التي تمد مدا لازما المجموعة في ( سنقص علمك ) أو المجموعة في قولي ( نقص عسلكم. أوعسلكم نقص ) لاسامح الله أو ( كم عسل نقص ) كما قال صاحب التحفة، وبعضها يجوز فيه الخروج عن هذا بحيث يمد أربع حركات ( وهو المسمى بالتوسط ). كما يجوز فيه عدم الخروج، بحيث يمد ست حركات، كما هو الشأن في المد اللازم، كما سيتضح لك في الدرس التالي الخاص بأحكام المد بأقسامه. والله أعلم.
الدرس الخامس والعشرون