المطلب الرابع عشر: الإعجاز العلمي:
وقد أُلَّفت في هذا مؤلفات كثيرة، تبين مدى الإعجازات العلمية الدقيقة التي تكلم عنها النبي ( ﷺ ) قبل أربعة عشر قرنا، ولم نعرف معناها إلا الآن في هذا القرن، وقد ألف الدكتور مختار سالم كتابا بعنوان (الإبداعات الطبية لرسول الإنسانية)(٣٧٤)، ذكر فيها أنواعاً كثيرة من العلاجات النبوية لأمراض بعضها لم يعرف له دواء إلى الآن، وكيف أن النبي ( ﷺ ) تنبأ بخروج طاعون العصر (الإيدز)؛ كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ( ﷺ ) فَقَالَ :« يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا... » (٣٧٥).
وفي الصحيحين(٣٧٦) عن أبي هريرة - رضي الله عنه أن النبي ( ﷺ ) قال :« إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن في التراب » فقد ثبت طبياً أن لسان الكلب يحمل فطريات ضارة جداً بالإنسان، وهذه الفطريات لا تزول ولا تقتل إلا بالتراب مع الماء(٣٧٧).
وفي صحيح البخاري(٣٧٨) أيضاً أن النبي ( ﷺ ) قال :« إذا سقط الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ».
وأثبتت التجارب الطبية أن الذبابة تحمل في أحد جناحيها جراثيم مضرة، وفي الآخر فطريات تقتل هذه الجراثيم(٣٧٩).
وغير ذلك من أنواع الإعجاز وألوانه، الذي يدل أن النبي ( ﷺ ) لا يقول هذا من عند نفسه بل من الوحي.
--------------------------------------------------------------------------------
(٣٧٤) طبعته مؤسسة المعارف في بيروت، الطبعة الأولي، ١٩٩٥.
(٣٧٥) أخرجه ابن ماجه (كتاب الفتن، باب العقوبات، رقم: ٤٠١٩)وهو حديث حسن (انظر : صحيح سنن ابن ماجه للألباني(٢/٣٧٠). رقم : ٣٢٤٦، والسلسة الصحيحة ( ١/٢١٦ ) رقم : ١٠٦.
(٣٧٦) متفق عليه ( البخاري : كتاب الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان رقم : ١٦٧، ومسلم : كتاب الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب، رقم : ٤٢١ ).
(٣٧٧) انظر : القرآن والسنة في العلوم الحديثة، ص : ٦٩.
(٣٧٨) أخرجه ( البخاري : كتاب الطب، باب إذا ارقع الذباب في الإناء، رقم : ٥٣٣٦.
(٣٧٩) انظر : معجزات في الطب للنبي العربي محمد ( ﷺ )، تأليف الطبيب محمد سعيد السيوطي، ص ٦٤ مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة الثانية ١٩٨٦.