هو أبو محمد بن المبارك بن المغيرة اليزيدى المتوفى سنة اثنتين ومائتين كان فصيحاً مفوهاً، إماماً فى اللغة والأدب والقراءات، وهو أمثل أصحاب أبى عمرو، وقد قام بعده بالقراءة ففاق نظراءه.
٤- الأعمش ([٤١])
هو أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الأسدى المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة، وكان إماماً فى القراءات، لا يلحن فى كلامه، لقى من الصحابة عبدالله بن أبى أوفى، وأنس بن مالك - رضى الله عنهما. لكن لم يثبت له سماع من أحدهما، وكان شعبة يقول عنه: المصحف المصحف لصدقه.
حكم ما وراء القراءات العشر
اختلف العلماء فيما زاد عن العشر من القراءات هل يحكم عليه جميعاً بحكم واحد أم لا؟
فاتجه فريق منهم إلى أن جميع القراءات الأربع عشرة صحيحة هكذا بإطلاق الحكم بالصحة. واتجه فريق آخر إلى أن الأربع الزائدة على العشر شاذة، هكذا بإطلاق الحكم بالشذوذ كذلك ([٤٢])
وتوسط بين هذين الفريقين فريق ثالث، نظروا إلى القراءات لا من حيث أعدادها ولا أشخاصها، ولكن من حيث هى قواعد ومبادئ وضوابط، ويعنون ضوابط القراءة المقبولة الثلاثة وهى:
١- صحة السند.
٢- موافقة اللغة ولو بوجه.
٣- موافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً.
فحيث تحققت هذه الضوابط فى قراءة فهى صحيحة مقبولة، وإلا كانت مردودة أو شاذة بقطع النظر عمن نسبت إليه هذه القراءة.
--------------------------------------------------------------------------------
([١] ) أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر
([٢]) القارئ المبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمتوسط إلى أربع أو خمس، والمنتهى من عرف من القراءات أكثرها واشهرها.


الصفحة التالية
Icon