ومن ذلك في حم الزخرف: (بلْ قَالُوا إنَّا وجدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ وإنَّا على آثارِهمْ مهتدونَ)، ثم ذكر سبحانه أن هذه الشبهة تمسك بها جميع الأمم قال سبحانه: (وكذلكَ ما أرسلْنا مِنْ قبلكَ في قريةٍ مِنْ نذيرٍ إلاَّ قالَ مترفُوها إنا وجدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ وإنَّا على آثارِهمْ مقتدون)، فكان الجواب عن شُبَهِهِمْ من وجهين: " أحدهما ": قوله تعالى: (أوَ لوْ كانَ آباؤُهم لا يعقلونَ شيئاً ولا يهتدون). " الوجه الثاني ": (قل أوَلَوْ جئتُكم بأهْدَى مما وجدتُم عليهِ آباءَكم). وههنا نكتتان: " إحداهما " قوله: (بأهْدَى) ولا هداية آباءهم، وإنما ذكر ذلك توطئةً لاستماع حجتهِ وتلطفاً إلى هدايتهِ " النكتة الثانية ": أعرضوا عن الجواب الملزم لهم إلى استماع ما هو أهدى إلى قولهم: (إنا بما أُرْسِلْتُم به كافرونَ).