ثعبانٍ مناسب لحاله؛ لأن مسها لين وفعلها قاتل. وفرعون بإظهار كرمهِ وعدلهِ لينٌ وفعله قاتلٌ لنفسهِ وغيرهِ. فأما يدهُ البيضاءُ فالإشارة فيها جئتكَ بالشرع النير الأبيض الذي لا ظلمةَ فبه، كما قال رسول الله (جئتكم بها بيضاءَ نقية) ولما كانت آية موسى عليهِ السلامُ حِسِّيةً، ومعجزاتهُ مرئيةً لم يخاطبهمْ بالحجةِ العظمى؛ لأنها عقلية، ولما همُّوا بقتلهِ الهم اللهُ سبحانهُ مؤمنَ آلِ فرعون الحجة العظمى فقال: (أتقتلونَ رجلاً أنْ يقولَ رَبِّيَ اللهُ وقدْ جَاءَكُمْ بالبيناتِ من رَبِّكُم وإنْ يَك كاذباً فعليهِ كَذِبُهُ وَإنْ يَكُُ صادِقاً يِصبْكُمْ بعضُ الذي يعدُكُم) وقد شرحنا ذلك في كتاب الحجة العظمى. وأما جدال رسول الله (لكفار قريش واليهود فسيأتي في ذكر الأدلة الدالة على صِدْق رسالته.