وتلفت النظر أيضاً ظاهرة أساليب التوكيد التي أكثر إخوة يوسف عليه السلام من استخدامها، فهم كانوا يتبعون قولهم بعبارة من مثل: (وإنا لناصحون) ودلالة على ذلك أنهم كانوا يشعرون في قرارة أنفسهم أن نواياهم ليست سليمة، وأنهم موضع شك فيحاولون إبعاد الشبهة عن أنفسهم بأساليب التوكيد. ومن أسطع الأمثلة على ذلك ما قاله، سبحانه وتعالى، على لسان إخوة يوسف: قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون ١٤ ﷺ يوسف: ١٤} فهاهم يلجأون إلى اللام المواطئة للقسم (لئن)، واللام الواقعة في (لخاسرون) والجملة المعترضة (ونحن عصبة) ليزيلوا ما في نفس أبيهم من خوف على يوسف، ولا تبقى له عِلَّه يتشبث بها. ولبث مزيد من الاطمئنان في نفس أبيهم نلاحظ الضمير الدال على الجمع (نحن - إنا) وجمع المذكر السالم (خاسرون)، ودلالة كلمة (عصبة) لبيان قوتهم ومقدرتهم على حمايته، وكان لدى الوالد إحساس بأنهم يدبرون مكروهاً لأخيهم، لذلك عبر أمامهم عن مخاوفه، لكنهم طمأنوه، بينما نجد الحديث عن الصبر والدعوة إليه وبيان فضله، وبث الشكوى والحزن إلى الله على لسان يعقوب عليه السلام، الذي كان بأمس الحاجة إليه ليستطيع مواجهة الموقف الصعب الذي وجد نفسه فيه.
المراجع:
كاظم الظواهري، بدائع الإضمار القصصي في القرآن الكريم.
٢- محمد كامل حسين المحامي، القرآن والقصة الحديثة.
٣- التهامي نقرة، سيكولوجية القصة في القرآن الكريم.
٤- سليمان الطراونة، دراسة نصية في القصة القرآنية.
٥- محمد المجذوب، نظرة تحليلية في القصة القرآنية.
٦- عبدالغني بركة، أسلوب الدعوة القرآنية.
٧- فتحي عبدالقادر فريد، من بلاغة القرآن.


Icon