وقد تعرض كتاب الله عز وجل لعدد من الشبهات التي يذيعها الملاحدة والمستشرقين والمغرضين، وأذيالهم ممن ينتسبون إلى المسلمين ويتسمون بأسمائهم، ومن ذلك ما هذى به طه حسين حول قصة إبراهيم عليه السلام وبنائه الكعبة(٧) إلا أن علماء الإسلام تصدوا له وردوا عليه وبينوا المحجة بأوضح حجة.
ومن ذلك أن أحد الطلاب الجامعيين في مصر قدم رسالة لنيل درجة ( الدكتوراه) كان موضوعها :( الفن القصصي في القرآن ) (٨) أثارت جدلاً طويلاً سنة ١٣٦٧ هجرية، وكتب عنها أحد أعضاء اللجنة الذين اشتركوا في مناقشة الرسالة _ وهو الأستاذ أحمد أمين _ تقريرًا بعث به إلى عميد كلية الآداب، ونشر في مجة ( الرسالة ) وقد تضمن التقرير نقدًا لاذعًا لما كتبه الطالب الجامعي، وإن كان أستاذه المشرف قد دافع عنه. وصدر الأستاذ ( أحمد أمين ) بالعبارة الاتية :
( وقد وجدتها رسالة ليست عادية، بل هي رسالة خطيرة، أساسها أن القصص في القرآن عمل فني خاضع لما يخضع له الفن من خلق وابتكار من غير التزام لصدق التاريخ. (والواقع أن محمدًا فنان بهذا المعنى )، ثم قال :( وعلى هذا الأساس كتب كل الرسالة من أولها إلى آخرها، وإني أرى من الواجب أن.
اسوق بعض أمثلة، توضح مرامي كاتب هذه الرسالة وكيفة بنائها )، ثم أورد الاستاذ (أحمد أمين) أمثلة منتزعة من الرسالة تشهد بما وصفها به من هذه العبارة المجملة(٩).
كإدعاء صاحب الرسالة أن القصة في القرآن لا تلتزم الصدق التاريخي. وإنما تتجه كما يتجه الأديب في تصوير الحادث تصويرًا فنيًا، وزعمه أن الفرآن يختلق بعض القصص وأن الأقدمين أخطأوا في عد القصص القرآني تاريخًا يعتمد عليه..
والمسلم الحق هو الذي يؤمن بأن القرآن كلام الله، وأنه منزه عن ذلك التصوير الفني الذي لا يعنى فيه بالواقع التاريخي، وليس قصص القرآن إلا الحقائق التاريخية تصاغ في صور بديعة من الألفاظ المنتقاه، والأساليب الرائعة.


الصفحة التالية
Icon