صنوف الناس بعد البعث.. وهم أ صحاب السبق البعيد، وأهل اليمين، وأهل الشمال.. وتسوق بعد ذلك خمسة أدلة على أن البعث حق، وأن إنكاره خبال، وتختم بوصف لرحيل البشر عن هذه الدنيا بالموت، وبوادر تصنيف الأقسام الثلاثة: السابقين وأهل اليمين وأهل اليسار.. تلك هى الملامح العامة للسورة، البعث وأدلته، وأنواع الناس بعده مع إضافات أخرى يسيرة تومئ إلى عظمة الخالق وعظمة الكتاب الذى أنزله يقرر الحقائق التى يحتاج البشر إليها أبد!.. إن كثيرا من الناس تحت مشاغل العيش ووطأة الشهوات وسكرة الحاضر لا يحسون إلا وجودهم المادى الغريب، يقول أحدهم وهو ذاهل: ما أظن الساعة قائمة! ويقول الآخر: إن هى إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر! وقد يحلفون على هذا المجون، يؤكدون ألا حياة بعد الموت: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) [النحل : ٣٨] وترى ميت الغد يشيع جنازة ميت اليوم، وهو يحدث صاحبه فيما يراوده من أمل ويخامره من طمع غير مستفيد من موكب الموت عبرة! وتمضى القرون وتطوى الجماهير، والمنكرون يزيدون ولا ينقصون، وللكفر صوت عال فى المشارق والمغارب. وبغتة تقوم السماعة، ويخرس صوت الإلحاد، ويتبدد صداه (إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة) [الواقعة ١ـ٢]، إن الإنسان بطبعه مجادل، عنيد، ولكن ما عساه يقول وقد وقع الهول؟ لقد جفت حلوق الأفاكين فما يقدرون على لغو! (خافضة رافعة)، هناك رؤساء وملوك سيبعثون سوقة وصعاليك لأنهم ما أعدوا لهذا اليوم عدة!! وهناك أخفياء مغمورون سيكونون يوم القيامة قمما! "ورب كاسية فى الدنيا عارية يوم القيامة " إنه يوم تصحيح الأوضاع، وفناء الزور وجلاء الحق! ومن المفسرين من يرى الخفض والرفع فى سطر هذه الأرض كما جاء فى الحديث ص _١٣٩


الصفحة التالية
Icon