وغضبت للمأساة لجنة العفو الدولية، وأعلنت استنكارها بصوت عال! فقلت فى نفسى: أصحاب الفطرة السليمة يأبون الصمت على جرائم متدينين كذبة، بعضهم قاتل، وبعضهم يسكت رضا أو جبنا أو عدم مبالاة بجرائم القتل! الحق يقال إن استمرار العدوان، ورؤيته ببلادة يشيع فى الأمة لا يمكن أن يكون إيمانا! هذا مسلك أقوام لا يعرفون الله ولا يبالون بما يحب ولا بما يكره! أليس عجيبا أن تهبط أمتنا إلى هذا الدرك؟ إن الأمة ألفت ألوان الاعتداء سياسية كانت أو اقتصادية، حتى أصبح الأمان سرابا لا يبلغه أحد.. فلنسمع إلى حديث نبينا عليه الصلاة والسلام فى هذا الشأن. قال: " إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفاحش والمتفحش، وإياكم والشح فإن الشح دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ". وقال: " إن الرجل ترفع له صحيفته يوم القيامة حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بنى آدم تتبعه حتى ما يبقى له حسنة، ويحمل عليه من سيئاتهم ". وقال: " ما من مسلم يخذل أمراً مسلما فى موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله فى موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما فى موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله فى موطن يحب فيه نصرته ". وقال: " لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لكبهم الله جميعا على وجوههم فى النار ". ص _١٦٣


الصفحة التالية
Icon