للمشروعات! وبقية القرض للنفقات المرتقبة، وعليك أن تدفع ١٥% فائدة سنوية للمبلغ كله! وبعد سبع سنين يكون المدين البائس قد أدى أكثر مما أخذ، والدين كله باق عليه لم ينقص شيئا! أما الدائن فقد باع سلعه، وشغل أولاده! وبقى ممسكا بعنق المدين يطلب منه الوفاء! إن المدنية الحديثة غليظة العنق نحيفة الخلق، والويل لمن استكان لها، ولم يتحرز من مؤامرتها. وظاهر أن الفكر اليهودى من وراء هذه السيرة الوضعية، والمؤسف أن ساسة الغرب فقدوا كل حصانة دينية لمقاومة سياسة الربا، ومن أين تجيئهم هذه الحصانة؟ ودول العالم الثالث الآن تترنح تحت وطأة ديون تقصم الظهور، ونحن لا نحب أن نجحد حقا لأحد، وقد حذر الإسلام تحذيرا شديدا من أكل أموال الناس بالباطل، ورقب المدين من اللعب بأمانات الناس عنده، بيد أن ما يقع الآن من تظالم يعود إلى ما يسود الدنيا من جشع الأغنياء وبطر الأقوياء.. الإسلام رحمة بالمعسرين: وفى الإسلام جملة من الآثار تنضح بالرحمة، وتغرى الواجد بالسماح إذا رأى معسرا ضاقت به الأرض! عن بريدة عن أبيه قال سمعت النبى - ﷺ - يقول: " من أنظر معسرا فله كل يوم مثله صدقة" ثم سمعته يقول: " من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة " فقلت: يا رسول الله سمعتك تقول: من أنظر معسرا فله كل يوم مثله صدقة، ثم سمعتك تقول: من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة؟ قال له: " كل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة ". وعن حذيفة- رضى الله عنه- قال "أتى الله بعبد من عباده أتاه الله مالا، فقال له: ماذا عملت فى الدنيا؟ قال: ولا يكتمون الله حديثا " قال: يارب أتيتنى مالا فكنت أبايع الناس، وكان من خلقى الجواز، فكنت أيسر على الموسر، وأنظر المعسر، فقال ص _١٧٣