والسعال الديكى لتكمل بقية النسبة". ص _٠٩١
وهذا الرقم الكبير عار على عالم نجح فى غزو الفضاء، ويضع الآن البرامج لحرب النجوم... إن عدد الوفيات التى وقعت بسبب الجفاف والإسهال خلال يومين اثنين يفوق عدد الوفيات التى نشأت عن مرض الإيدز خلال عامين! فهل ينفق العالم من اهتمامه بأمراض الطفولة مثلما يفعل مع " الإيدز "؟ وأقول تكملة لهذه الملاحظة: إن العالم يبحث عن "مصل " يأخذه المريض ليبقى صحيح الجسم، معتل الروح والخلق، معتادا للتسول الجنسى والشذوذ الهابط ! إنه لم يفكر فى علاج المرض من المنبع، فيصادر أو يخاصم الشهوات الحرام! لقد استبقى هذه الشهوات تمضى فى طريق الإثم، واستبقى القوانين التى تحميها، ثم إنه حريص على حرية الانحراف ويستحث العلماء على اكتشاف أدوية تصون المنحرفين.. ونحن نؤكد أن الارتقاء العلمى لا يغنى فتيلا عن الارتقاء النفسى، بل إنه سيضاعف الوسائل المعينة على الإسفاف والشرود.. وقديما قامت حضارات على تقدم علمى باهر، وأعجبت الأمم المتقدمة بما لديها من معرفة، وبما أحرزت من تفوق. فأسرفت على نفسها وأساءت إلى غيرها وأصغت أذنيها عن دعوات المصلحين، فماذا حدث لها؟ فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون * فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ). والحضارة التى تظلنا سبقت سبقا بعيدا فى ميادين العلوم، وتضاعفت أرباحها المادية فى البر والبحر والجو، وهى بلا ريب، واهية الصلة بالله، ضعيفة الإعداد للقائه وزهدها فى الدين كله أن رجال الكهنوت غير جديرين بالاتباع، وأن الفكر الإسلامى ليس له عارض ثقة، ولا تابع صادق!! ومن ثم انطلقت الحضارة الغربية وحدها تخدم الأجناس التى حملتها، تخدم جشعهم وكبرياءهم وعلوهم فى الأرض. وقد نظرت إلى العلل التى توزعت على الأولين وأودت