وهي مكية بالإجماع. وعدد آياتها تسع وثمانون آية. وهي تدور حول الكلام على القرآن ونقاش المشركين، والاستدلال على وجود اللّه وصفاته بآثاره ونعمه على الناس. وتمتاز هذه السورة بتعداد أباطيلهم ومعتقداتهم الفاسدة والرد عليهم بما يفحمهم ثم الاستشهاد ببعض الرسل السابقين كموسى وعيسى. مع التعرض لأحوال يوم القيامة بالنسبة للمؤمنين والكافرين إلى غير ذلك من الآيات والحكم القرآنية. (١)
مكية كما روي عن ابن عباس وحكى ابن عطية إجماع أهل العلم على ذلك ولم ينقل استثناء، وقال مقاتل : إلا قوله تعالى : وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا [الزخرف : ٤٥] فإنها نزلت ببيت المقدس كذا في مجمع البيان، وفي الإتقان نزلت بالسماء، وقيل : بالمدينة، وعدد آيها ثمان وثمانون في الشامي وتسع وثمانون في غيره، ووجه مناسبة مفتتحها لمختتم ما قبلها ظاهر. (٢)
* سورة الزخرف مكية، وقد تناولت أسس العقيدة الإسلامية وأصول الإيمان، (الإيمان بالوحدانية، وبالرسالة، وبالبعث والجزاء) كشأن سائر السور المكية
* عرضت السورة لإثبات مصدر الوحي، وصدق هذا القرآن، الذي أنزله الله على النبي الأمي، بأفصح لسان، وأنصع بيان، ليكون معجزة واضحة للنبي العربي [ حم. والكتاب المبين. إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون.. ] الآيات.
* ثم عرضت لذكر دلائل قدرته تعالى ووحدانيته، منبثة في هذا الكون الفسيح، في السماء والأرض، والجبال والوهاد، والبحار والأنهار، والماء آلهأطل من السماء، والسفن التي تسير فوق سطح الماء، والأنعام التي سخرها الله للبشر، ليأكلوا لحومها ويركبوا ظهورها [ الذي جعل لكم الأرض مهدا، وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون
* والذى نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون.. ] الآيات.
*ثم تناولت السورة ما كان عليه (المجتمع الجاهلي ) من الخرافات والوثنيات، فقد كانوا يكرهون البنات، ومع ذلك اختاروا لله البنات سفها وجهلا، فزعموا أن الملائكة بنات الله، فجاءت الآيات لتصحيح تلك الإنحرافات، وترد النفوس إلى الفطرة، وإلى الحقائق الأولى القطعية [ وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين. أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين.. ] ؟ الآيات.
(٢) - روح المعانى ـ نسخة محققة - (١٣ / ٦٣)