وحسدهم الذي بعثهم على تكذيبه. وذكرت معجزة إيمان الجن بالقرآن. وختمت السورة بتثبيت الرسول - ﷺ -.
وأقحم في ذلك معاملة الوالدين والذرية مما هو من خلق المؤمنين، وما هو من خلق أهل الضلالة.
والعبرة بضلالهم مع ما كانوا عليه من القوة، وأن الله أخذهم بكفرهم وأهلك أمما أخرى فجعلهم عظة للمكذبين وأن جميعهم لم تغن عنهم أربابهم المكذوبة. وقد أشبهت كثيرا من أغراض سورة الجاثية مع تفنن. (١)
مناسبتها لما قبلها
ختمت سورة الجاثية بحمد اللّه، من عباده المؤمنين، الذين نظروا فى آيات اللّه القرآنية والكونية، وفرأوا فيها دلائل قدرة اللّه، وعلمه، وحكمته.. ومن ثمّ كان إيمانهم باللّه، وحمدهم له، أن هداهم إلى الإيمان.. وهنا تبدأ سورة الأحقاف، فتكشف عن الوجه الآخر من وجوه الناس، وموقفهم من آيات اللّه.. وهؤلاء هم المشركون، الكافرون، الذين عرضت عليهم آيات اللّه، فأعرضوا عنها، وتليت عليهم آياته، فصمّووا آذانهم عنها.. (٢)
مقدمة وتمهيد
١ - سورة « الأحقاف » هي السورة السادسة والأربعون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول فقد كان بعد سورة « الجاثية ».
والذي يراجع ما كتبه العلماء في ترتيب سور القرآن الكريم، يجد أن الحواميم قد نزلت مرتبة كترتيبها في المصحف.
٢ - وسورة « الأحقاف » عدد آياتها خمس وثلاثون آية في المصحف الكوفي، وأربع وثلاثون آية في غيره، وهي من السور المكية.
قال الآلوسى : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن الزبير أنها نزلت بمكة، فأطلق غير واحد القول بمكيتها من غير استثناء..
واستثنى بعضهم قوله - تعالى - : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَكَفَرْتُمْ بِهِ، وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ.
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٣ / ٢٥٨)