فواكه وثمار، ولحوم متنوعة مما يشتهى ويستطاب، إلى غير ما هنالك من أنواع النعيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر [ إن المتقين في جنات ونعيم. فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم.. ] الآيات.
* ثم تحدثت عن رسالة محمد بن عبد الله صلوات الله عليه، وأمرته بالاستمرار بالدعوة، والتذكير والإنذار للكفرة الفجار، غير عابىء بما يقوله المشركون، وما يفتريه المفترون، حول الرسالة والرسول، فليس محمد ( - ﷺ - ) بإنعام الله عليه بالنبوة وإكرامه بالرسالة بكاهن ولا مجنون كما زعم المجرمون [ فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون.. ] الآيات.
* ثم أنكرت السورة على المشركين مزاعمهم الباطلة في شأن نبوة محمد ( - ﷺ - )، وردت عليهم بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة التي تقصم ظهر الباطل، وآقامت الدلائل على صدق رسالة محمد ( - ﷺ - )
[ أم يقولون تقؤله بل لا يؤمنون. فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين صادقين.. ] الآيات.
* وختمت السورة الكريمة بالتهكم بالكافرين وأوثانهم بطريق التوبيخ والتقريع، وبينت شدة عنادهم، وفرط طغيانهم، وأمرت الرسول ( - ﷺ - )، بالصبر على تحمل الأذى في سبيل الله، حتى يأتي نصر الله [ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم. ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ].
التسمية : سميت " سورة الطور " لأن الله تعالى بدأ السورة الكريمة بالقسم بجبل الطور الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام، ونال ذلك الجبل من الأنوار والتجليات والفيوضات الإلهية ما جعله مكانا وبقعة مشرفة على سائر الجبال في بقاع الأرض. (١)
مقصودها تحقيق وقوع العذاب الذي هو مضمون الوعيد المقسم على وقوعه في الذاريات الذي هو مضمون الإنذار المدلول على صدقه في ق، فإن وقوعه أثبت وأمكن من الجبال التي أخبر الصادق بسيرها، وجعل دك بعضها آية يمكن عامره وغيره إخرابه، والسقف الذي يمكن رافعه وضعه، والبحر الذي يمكن من سجره أن يرسله، وقد بان أن اسمها أدل ما يكون على ذلك بملاحظة القسم وجوابه حتى بمفردات الألفاظ في خطابه (٢)
هذه السورة تمثل حملة عميقة التأثير في القلب البشري. ومطاردة عنيفة للهواجس والشكوك والشبهات والأباطيل التي تساوره وتتدسس إليه وتختبئ هنا وهناك في حناياه. ودحض لكل حجة وكل عذر قد

(١) - صفوة التفاسير ـ للصابونى - (٣ / ٢٦٣)
(٢) - نظم الدرر ـ موافق للمطبوع - (٧ / ٢٩١)


الصفحة التالية
Icon