وصفةُ أهل النار وما هم فيه من العذاب وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.
وإثباتُ الحشرِ والجزاءِ، والاستدلالُ على إمكان الخلق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.
والاستدلالُ بدلائل قدرة الله _تعالى_ والاستدلالُ بنزع اللهِ الأرواحَ من الأجساد والناسُ كارهون لا يستطيع أحدٌ مَنْعَها من الخروج على أن الذي قَدِرَ على نزعها بدون مُدافِعٍ قادرٌ على إرجاعها متى أراد أن يميتهم.
وتأكيدُ أن القرآن مُنَزَّل من عند الله، وأنه نعمةٌ أنعم الله بها عليهم، فلم يشكروها، وكذبوا بما فيه. (١)
مناسبتها لما قبلها
كانت سورة « الرحمن » السابقة على هذه السورة معرضا جامعا لآلاء اللّه سبحانه وتعالى على عباده، من جنّ وإنس، ابتداء من خلقهم، وعلى امتداد مسيرتهم فى الحياة الدنيا، وتقبلهم فى شئونها، إلى موتهم، وبعثهم، وحسابهم، وإنزالهم منازلهم ـ حسب أعمالهم ـ فى الجنّة أو النار.. وقد تضمنت السورة ـ سورة « الرحمن » ـ عرضا مبسوطا، مفصّلا لنعيم الجنّة، ومنازل أهلها من هذا النعيم، حسب أعمالهم كذلك ـ فجاءت سورة الواقعة، مبتدئة بالكشف عن وجه يوم الجزاء، وأنه واقع لا شك فيه.. ثم جاءت بعد هذا لتؤكّد ما تقرر فى سورة « الرحمن » من اختلاف أحوال الناس، فى هذا اليوم، وتباين درجاتهم.. فى الجنة، ودركاتهم فى النار. (٢)
مقدمة وتمهيد
١ - سورة « الواقعة » هي السورة السادسة والخمسون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول، فقد كان نزولها بعد سورة « طه » وقبل سورة « الشعراء ».
وقد عرفت بهذا الاسم منذ عهد النبوة، فعن ابن عباس قال : قال أبو بكر - رضى اللّه عنه - للنبي - ﷺ - : يا رسول اللّه قد شبت. قال : شيبتني هود والواقعة والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت.
وعن عبد اللّه بن مسعود - رضى اللّه عنه - قال : سمعت رسول اللّه - ﷺ - يقول :« من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا... ».
٢ - وعدد آياتها ست وتسعون آية عند الكوفيين. وسبع وتسعون عند البصريين، وتسع وتسعون عند الحجازيين والمدنيين.
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٤ / ٧٠٣)