الجنة، ثم صفة النار، ثم خلق الإنسان، ثم النبات، ثم الماء، ثم النار، ثم النجوم التي لم يذكرها في الرحمن كما لم يذكر هنا الشمس والقمر، ثم القرآن، فكانت هذه السورة كالمقابلة لتلك.
ما اشتملت عليه السورة :
ابتدأت السورة بالحديث عن اضطراب الأرض وتفتت الجبال حين قيام الساعة، ثم صنفت الناس عند الحساب أقساما ثلاثة : أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، والسابقين، وأخبرت عن مآل كل فريق وما أعده اللّه لهم من الجزاء العادل يوم القيامة.
وأوضحت أن الأولين والآخرين من الخلائق مجتمعون في هذا اليوم.
ثم أقامت الأدلة على وجود اللّه الخالق ووحدانيته وكمال قدرته، وإثبات البعث والنشور والحساب، من خلق الإنسان، وإخراج النبات، وإنزال الماء، وخلق قوة الإحراق في النار.
ثم أقسم اللّه عزّ وجلّ بمنازل النجوم على صدق تنزيل القرآن من ربّ العالمين، وأنه كان في كتاب مكنون، لا يمسه إلا المطهرون، وندد بالتشكيك في صحته وصدقه.
ولفت اللّه تعالى النظر إلى ما يلقاه الإنسان عند الاحتضار من شدائد وأهوال. وختمت السورة ببيان عاقبة الطوائف الثلاث وما يجدونه من جزاء، وهم المقرّبون الأبرار، السابقون إلى خيرات الجنان، وأهل اليمين السعداء، والمكذّبون الضالون أهل الشقاوة، وأن هذا الجزاء حق ثابت متيقن لا شك فيه.
وكل ذلك يستدعي الإقرار بوجود الخالق وتنزيهه عما لا يليق به من الشرك ونحوه، وتوبيخ المكذبين على إنكار وجود اللّه تعالى وتوحيده. (١)
وهي مكية على الصحيح، وعدد آياتها سبع وتسعون آية وقد ورد في فضلها آثار كثيرة، منها حديث ابن مسعود قال : سمعت رسول اللّه - ﷺ - يقول :« من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا »
وروى عن أنس عن رسول اللّه - ﷺ - قال :« سورة الواقعة سورة الغنى فاقرأوها وعلموها أولادكم »
ويمكن أن نفهم أنها سورة تحبب في العمل للآخرة، والعزوف عن الدنيا فتولد بها القناعة والرضاء وهما الغنى والسعادة.
وتشتمل على الكلام على القيامة وأحوالها، ثم بيان ما أعد للمؤمنين السابقين وأصحاب اليمين في الجنة، ثم ما أعد لأصحاب الشمال في النار، ثم ذكرت خلق الإنسان، والنبات والماء، والنار، ثم ذكرت النجوم والميزان إلى غير ذلك من دلائل القدرة، وآيات البعث والقوة. (٢)

(١) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٢٧ / ٢٣٧) و تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٢٧ / ١٣٠)
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٥٩٣)


الصفحة التالية
Icon