أغراض هذه السورة
الحكم في قضية مظاهرة أوس بن الصامت من زوجه خولة.
وإبطال ما كان في الجاهلية من تحريم المرأة إذا ظاهر منها زوجها وإن عمله المخالف لما أراده الله وأنه من أوهامهم وزورهم التي كبتهم الله بإبطالها. وتخلص من ذلك إلى ضلالات المنافقين ومنها مناجاتهم بمرأى المؤمنين ليغيضوهم ويحزنوهم.
ومنها موالاتهم اليهود. وحلفهم على الكذب. وتخلل ذلك التعرض بآداب مجلس الرسول - ﷺ -. وشرع التصدق قبل مناجاة الرسول - ﷺ -. والثناء على المؤمنين في مجافاتهم اليهود والمشركين. وأن الله ورسوله وحزبهما هم الغالبون. (١)
مناسبتها لما قبلها
ختمت سورة الحديد بقوله تعالى :« وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ». وبدأت سورة المجادلة بعدها بقوله تعالى :« قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ »... الآيات.
وفى هذا البدء فضل من هذا الفضل العظيم الذي بيد اللّه، إذ قد سمع قول هذه المرأة، التي تشتكى إليه فى مجادلتها مع النبىّ فى هذا الظّهار الذي أوقعه زوجها عليها، والذي من شأنه أنه لو مضى إلى غايته لبدّد شملها، وأفسد عليها حياتها، وأخرجها من هذا العشّ الذي يضمها ويضم صغارها. استجاب اللّه سبحانه وتعالى لشكاة هذه المرأة، وسفّه زوجها الذي أتى هذا الأمر المنكر معها، وأمسك بالمرأة وصغارها فى هذا العش الذي كانوا مهددين بالطرد منه. كما سنرى ذلك فى تفسير هذه الآيات. (٢)
مقدمة وتمهيد
١ - سورة « المجادلة » - بفتح الدال وكسرها والثاني أظهر، لأن افتتاح السورة في المرأة التي جادلت النبي - ﷺ - في شأن زوجها -.
وهذه السورة : هي السورة الثامنة والخمسون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول فكان بعد سورة « المنافقون »، وقبل سورة « التحريم ».
وعدد آياتها ثنتان وعشرون آية في المصحف الكوفي والبصري والشامي، وإحدى وعشرون آية في المصحف المكي والمدني.
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٤ / ٨٠٧)