وذلك قول اللّه تعالى، عن رسول اللّه - ﷺ - بعد ذكر تبشير عيسى - عليه السلام - به :«فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا : هذا سِحْرٌ مُبِينٌ. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ؟ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ»..
وفيه يتضح في ضمير المسلم أن دينه هو دين اللّه في صورته الأخيرة في الأرض وأن أمانة العقيدة في البشرية كلها موكولة إليه يعلم أنه مكلف أن يجاهد في سبيل اللّه، كما يحب اللّه ويتضح طريقة، فلا يبقى في تصوره غبش، ولا يبقى في حياته مجال للتمتمة والغمغمة في هذه القضية، أو للتردد والتلفت عن الهدف المرسوم والنصيب المقسوم في علم اللّه وتقديره منذ بعيد.
وفي أثناء توجيهه إلى هذا الهدف الواضح يوجه كذلك إلى خلق المسلم وطبيعة ضميره. وهو أن لا يقول ما لا يفعل، وألا يختلف له قول وفعل، ولا ظاهر وباطن، ولا سريرة وعلانية. وأن يكون هو نفسه في كل حال. متجردا للّه. خالصا لدعوته. صريحا في قوله وفعله. ثابت الخطو في طريقه. متضامنا مع إخوانه. كالبنيان المرصوص.. (١)
ما جاء فى أثناء السورة من موضوعات
(١) اللوم والتعنيف على مخالفة القول للعمل.
(٢) البشارة بمحمد على لسان عيسى.
(٣) محمد - ﷺ - أرسل بالهدى والدين الحق.
(٤) التجارة الرابحة عند اللّه هى الإيمان والجهاد فى سبيله.
(٥) الأمر بنصرة الدين كما نصر الحواريون دينهم. (٢)
=================
(٢) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٢٨ / ٩٢)