تسميتها : سميت سورة (المنافقون) لافتتاحها بذلك، وتحدثها عن أوصاف المنافقين، ومواقفهم المعادية لرسول اللّه - ﷺ - وللمؤمنين.
مناسبتها لما قبلها :
تبدو صلة هذه السورة بما قبلها بعقد مقارنة وإجراء تقابل بين المؤمنين والمنافقون، ففي سورة الجمعة ذكر المؤمنون، وفي هذه ذكر أضدادهم وهم المنافقون، لذا
أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة : أن رسول اللّه - ﷺ - كان يقرأ في الجمعة سورة الجمعة، يحرّض بها المؤمنين، وسورة المنافقين يقرّع بها المنافقين.
كما أن سورة الجمعة مشتملة على ذكر من كان يكذب ببعثة الرسول - ﷺ - قلبا ولسانا وهم اليهود، وتذكر هذه السورة من كان يكذبه قلبا دون اللسان ويصدقه لسانا دون القلب، وهم المنافقون.
ما اشتملت عليه السورة :
موضوع هذه السورة كسائر السور المدنية هو الحديث عن التشريعات والأحكام وما تمخض عنه مجتمع المدينة بعد الهجرة من بروز ظاهرة النفاق.
وابتدأت السورة بإيراد صفات المنافقين التي من أهمها الكذب في ادعاء الإيمان، وحلف الأيمان الفاجرة الكاذبة، وجبنهم وضعفهم وتآمرهم على النبي - ﷺ - وعلى المؤمنين، وصدهم الناس عن دين اللّه.
ثم ذكرت موقفهم المخزي والمستعلي وهو ادعاؤهم العزة وزعمهم بأنهم بعد العودة من غزوة بني المصطلق سيخرجون الرسول - ﷺ - والمؤمنين من المدينة.
وختمت السورة بحثّ المؤمنين على التضامن والطاعة وعبادة اللّه، وإنفاق الأموال في سبيل اللّه لمواجهة الأعداء في الداخل والخارج، قبل انقضاء الأجل أو فوات الأوان، فإن الأجل لا يتأخر لحظة. (١)
مدنية في قول الجميع، وهي إحدى عشرة آية، وقد تعرضت لذكر المنافقين وأعمالهم وصفاتهم ثم ختمت السورة بإرشادات هامة للمؤمنين. (٢)
مدنية وعدد آياتها إحدى عشرة آية بلا خلاف، ووجه اتصالها أن سورة الجمعة ذكر فيها المؤمنون، وهذه ذكر فيها أضدادهم وهم المنافقون، ولهذا أخرج سعيد بن منصور والطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هريرة قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة فيحرض بها المؤمنين. وفي الثانية بسورة المنافقين فيقرّع بها المنافقين، وقال أبو حيان في ذلك : إنه

(١) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٢٨ / ٢١٢) و تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٢٨ / ١٠٥)
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٦٧٧)


الصفحة التالية
Icon