واشتملت على الأمر بقيام النبي - ﷺ - غالب الليل والثناء على طائفة من المؤمنين حملوا أنفسهم على قيام الليل.
وعلى تثبيت النبي - ﷺ - بتحمل إبلاغ الوحي.
والأمر بإدامة إقامة الصلاة وأداء الزكاة وإعطاء الصدقات.
وأمره بالتمحض للقيام بما أمره الله من التبليغ وبأن يتوكل عليه.
وأمره بالإعراض عن تكذيب المشركين.
وتكفل الله له بالنصر عليهم وأن جزاءهم بيد الله.
والوعيد لهم بعذاب الآخرة.
ووعظهم مما حل بقوم فرعون لما كذبوا رسول الله إليهم.
وذكر يوم القيامة ووصف أهواله.
ونسخ قيام معظم الليل بالاكتفاء بقيام بعضه رعيا للأعذار الملازمة.
والوعد بالجزاء العظيم على أفعال الخيرات.
والمبادرة بالتوبة وأدمج في ذلك أدب قراءة القرآن وتدبره.
وأن أعمال النهار لا يغني عنها قيام الليل.
وفي هذه السورة مواضع عويصة وأساليب غامضة فعليك تدبرها. (١)
مناسبتها لما قبلها
ختمت سورة « الجن » بهذا العرض الذي يكشف عن مقام رسل اللّه عند ربهم، وأنهم وحدهم من بين البشر، هم الذين اختارهم لرسالته إلى عباده، ولما يطلعهم عليه من الغيب المتصل برسالاتهم، وببعض الأحداث التي تقع لهم على طريق هذه الرسالات.. والنبي صلوات اللّه وسلامه عليه، واحد من هؤلاء الرسل الكرام، الذين اختارهم اللّه سبحانه لتبليغ رسالاته إلى الناس، ولما يوحى إليهم به من آياته التي لا يعلمها إلا هو.. فناسب ذلك أن تجىء سورة « المزمل » تالية سورة « الجن » وفيها هذا النداء الكريم من اللّه سبحانه وتعالى إلى رسوله، وقد آذنه بأنه قد اختير من اللّه سبحانه ليكون رسولا، وليتلقّى آيات اللّه الموحى بها إليه من ربه، وأنها من الغيب الذي سيطلعه اللّه عليه.. (٢)
مقدمة وتمهيد
(٢) - التفسير القرآني للقرآن ـ موافقا للمطبوع - (١٥ / ١٢٤٦)