وهذه السورة نموذج واضح لهذه الخصائص. ففي إيقاعاتها حدة يشارك فيها نوع المشاهد، ونوع الإيقاع الموسيقي، وجرس الألفاظ، وإيحاء المعاني.
ومن مشاهدها : الطارق. والثاقب. والدافق. والرجع. والصدع.
ومن معانيها : الرقابة على كل نفس :«إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ».. ونفي القوة والناصر :«يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ».. والجد الصارم :«إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ»..
والوعيد فيها يحمل الطابع ذاته :«إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً. فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً!»! وتكاد تتضمن تلك الموضوعات التي أشير إليها في مقدمة الجزء :«إن هنالك إلها. وإن هنالك تدبيرا.
وإن هنالك تقديرا. وإن هنالك ابتلاء. وإن هنالك تبعة. وإن هنالك حسابا وجزاء... إلخ»
.
وبين المشاهد الكونية والحقائق الموضوعية في السورة تناسق مطلق دقيق ملحوظ يتضح من استعراض السورة في سياقها القرآني الجميل.. (١)
مقاصد السورة
(١) إن كل نفس عليها حافظ.
(٢) إقامة الأدلة على أن اللّه قادر على بعث الخلق كرة أخرى.
(٣) إن القرآن منزل من عند اللّه وأن محمدا رسول اللّه.
(٤) أمر الرسول - ﷺ - بالانتظار حتى يحل العقاب بالكافرين. (٢)
================

(١) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٦ / ٣٨٧٧)
(٢) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٣٠ / ١١٩)


الصفحة التالية
Icon