مناسبتها لما قبلها :
هذه السورة تفصيل وتبسيط لما جاء في سورة الأعلى من أوصاف المؤمن والكافر والجنة والنار إجمالا، فلما قال تعالى في الأعلى : سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى، الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى إلى قوله : وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى [الآيات : ١٠ - ١٧] فصل ذلك في هذه السورة بقوله : عامِلَةٌ ناصِبَةٌ، تَصْلى ناراً حامِيَةً.. [الآيات : ٢ - ٧] ثم ذكر صفات وأحوال المؤمنين في الآيات :[٨ - ١٦]. ولما قال تعالى في الأعلى : وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى أبان صفة الجنة في الآيات السابقة أكثر من صفة النار، تحقيقا لمعنى الخيرية.
ما اشتملت عليه السورة :
تتحدث هذه السورة المكية عن أصول الاعتقاد في موضوعات ثلاثة وهي :
أ- وصف أهوال القيامة، وما يلقاه الكافر والمؤمن فيها من الشقاء والسعادة، وو صف أهل الجنة وأهل النار.
٢ - إثبات وحدانية اللَّه وقدرته وحكمته وعلمه بدليل خلق السماء والإبل والجبال والأرض وغيرها من عجائب الصنعة الإلهية.
٣ - ختمت السورة الكريمة بخاتمة تشبه خاتمة السورة المتقدمة وهي تذكير الناس بالرجوع إلى اللَّه عز وجل للحساب والجزاء، وأمر الرسول - ﷺ - أصالة بالتذكير بما أنزل إليه من الشرائع والأحكام. (١)
وهي مكية. وآياتها ست وعشرون آية، وقد تكلمت عن الغاشية وأن الناس بها فريقان : فريق في الجنة وفريق في السعير، ثم لفت الأنظار إلى بعض الآثار، ثم مرت بالنبي وتذكيره مع بيان أن المرجع إلى اللّه. (٢)
مكية بلا خلاف وعدة آياتها ست وعشرون كذلك وكان - ﷺ - كما أخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن النعمان بن بشير يقرؤها في الجمعة مع سورتها
ولما أشار سبحانه فيما قبل إلى المؤمن والكافر والجنة والنار إجمالا بسط الكلام هاهنا (٣)
* سورة الغاشية مكية، وقد تناولت موضوعين أساسيين وهما :
١ - القيامة وأحوالها وأهوالها، وما يلقاه الكافر فيها من العناء والبلاء، وما يلقاه المؤمن فيها من السعادة والهناء [ هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية الآيات

(١) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٣٠ / ٢٠٢)
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٨٥٦)
(٣) - روح المعانى ـ نسخة محققة - (١٥ / ٣٢٤)


الصفحة التالية
Icon