١ - هذه السورة الكريمة سماها معظم المفسرين، سورة « الشمس »، وعنونها الإمام ابن كثير بقوله : تفسير سورة « والشمس وضحاها ».
وهي من السور المكية الخالصة، وعدد آياتها : خمس عشرة آية في معظم المصاحف، وفي المصحف المكي ست عشرة آية، وكان نزولها بعد سورة « القدر » وقبل سورة « البروج ».
٢ - ومن مقاصدها : تهديد المشركين بأنهم سيصيبهم ما أصاب المكذبين من قبلهم، إذا ما استمروا في كفرهم، وبيان مظاهر قدرته - تعالى - في خلقه، وبيان حسن عاقبة من يزكى نفسه، وسوء عاقبة من يتبع هواها. (١)
في السورة توكيد بفلاح المتقين الصالحين وخسران المنحرفين الضالين. وتذكير بحادث ناقة ثمود ونكال اللّه فيهم لتمردهم وطغيانهم. وتقرير لقابلية اكتساب الخير والشر في الإنسان وإيداع اللّه فيه تلك القابلية وإقداره على هذا الاكتساب. وهي عرض عام لأهداف الدعوة، وليس فيها مواقف حجاج وردود، مما يمكن أن يدل على أنها نزلت قبل الفصول التي ذكرت فيها مثل ذلك (٢)
سورة الشمس مكيّة، وهي خمس عشرة آية.
تسميتها : سميت سورة الشمس لافتتاحها بالقسم الإلهي بالشمس المنيرة المضيئة لآفاق النهار.
مناسبتها لما قبلها :
ترتبط السورة بما قبلها من وجهين :
١ - ختم اللَّه سبحانه سورة البلد بتعريف أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة، ثم أوضح المراد من الفريقين في سورة الشمس بعمل كل منهما حيث قال : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها، وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها.
٢ - أبان اللَّه تعالى في آخر آيات السورة السابقة مصير أو مآل الكفار في الآخرة وهو النار، وذكر تعالى في أواخر هذه السورة عقاب بعض الكفار في الدنيا، وهو الهلاك، فاختتمت السابقة بشيء من أحوال الكفار في الآخرة، واختتمت هذه بشيء من أحوالهم في الدنيا.
ما اشتملت عليه السورة :
تضمنت هذه السورة الكلام عن موضوعين مهمين هما :

(١) - التفسير الوسيط للقرآن الكريم-موافق للمطبوع - (١٥ / ٤٠٩)
(٢) - التفسير الحديث لدروزة- موافق للمطبوع - (٢ / ١٣٨)


الصفحة التالية
Icon