مقصودها تفصيل ما في آخر الضحى من النعمة، وبيان ان المراد بالتحديث ببها هو شكرها بالنصب في عبادة الله والرغبة إليه بتذكر إحسانه وعظيم رحمته بوصف الربوبية وامتنانه، وعلى ذلك دل اسمها الشرح (١)
نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى. وكأنها تكملة لها. فيها ظل العطف الندي. وفيها روح المناجاة الحبيب.
وفيها استحضار مظاهر العناية. واستعراض مواقع الرعاية. وفيها البشرى باليسر والفرج. وفيها التوجيه إلى سر اليسر وحبل الاتصال الوثيق..
«أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ؟ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ؟ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ؟» وهي توحي بأن هناك ضائقة كانت في روح الرسول - ﷺ - لأمر من أمور هذه الدعوة التي كلفها، ومن العقبات الوعرة في طريقها ومن الكيد والمكر المضروب حولها.. توحي بأن صدره - ﷺ - كان مثقلا بهموم هذه الدعوة الثقيلة، وأنه كان يحس العبء فادحا على كاهله. وأنه كان في حاجة إلى عون ومدد وزاد ورصيد.. ثم كانت هذه المناجاة الحلوة، وهذا الحديث الودود! (٢)
مقاصد السورة
تشتمل هذه السورة الكريمة على أربعة مقاصد :
(١) تعداد ما أنعم به على رسوله من النعم.
(٢) وعده له بإزالة ما نزل به من الشدائد والمحن.
(٣) أمره بالمداومة على الأعمال الصالحة.
(٤) التوكل عليه وحده، والرغبة فيما عنده. (٣)
================

(١) - نظم الدرر ـ موافق للمطبوع - (٨ / ٤٦٠)
(٢) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٦ / ٣٩٢٩)
(٣) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٣٠ / ١٩٢)


الصفحة التالية
Icon