١ - تكريم النوع الإنساني، حيث خلق اللَّه الإنسان في أحسن صورة وشكل، منتصب القامة، سويّ الأعضاء، حسن التركيب : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.. [١ - ٤].
٢ - بيان انحدار مستوى الإنسان وزجّ نفسه في نيران جهنم بسبب كفره باللَّه تعالى ورسوله - ﷺ -، وإنكاره البعث والنشور، بالرغم من توافر الأدلة القاطعة على قدرة اللَّه عزّ وجلّ بخلق الإنسان في أحسن تقويم : ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ [٥].
واستثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات : إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ [٦].
٣ - إعلان مبدأ العدل المطلق في ثواب المؤمنين، وتعذيب الكافرين : فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ، أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ [٧ - ٨]. (١)
مكية. وآياتها ثمان آيات، وفيها يقسم الحق - تبارك وتعالى - بأنه خلق الإنسان فعدله، ثم رده حتى كان أسفل سافلين، إلا المؤمنين فلهم الثواب الكبير، واللّه أحكم الحاكمين. (٢)
ويقال لها سورة التين بلا واو مكية في قول الجمهور. وعن قتادة أنها مدنية وكذا عن ابن عباس على ما في البحر ومجمع البيان برواية المعدل. وأخرج عنه ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي ما يوافق قول الجمهور ويؤيده إشارة الحضور في قوله تعالى وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ [التين : ٣] فإن المراد به مكة بإجماع المفسرين فيما نعلم. وآيها ثمان آيات في قولهم جميعا. ولما ذكر سبحانه في السورة السابقة حال أكمل النوع الإنساني بالاتفاق بل أكمل خلق اللّه عز وجل على الإطلاق - ﷺ - ذكر عز وجل في هذه السورة حال النوع وما ينتهي إليه أمره وما أعد سبحانه لمن آمن منه. بذلك الفرد الأكمل وفخر هذا النوع المفضل - ﷺ - وشرف وعظم وكرم (٣)
* سورة التين مكية، وهي تعالج موضوعين بارزين هما :
- الأول : تكريم الله جل وعلا للنوع البشري.
- الثاني : موضوع الإيمان بالحساب والجزآء.
* إبتدأت السورة بالقسم بالبقاع المقدسة، والأماكن المشرفة، التي خصها الله تعالى بإنزال الوحي فيها على أنبيائه ورسله، وهي " بيت المقدس " و " جبل الطور " " ومكة المكرمة " اقسم على أن الله تعالى كرم الإنسان، فخلقه في أجمل صورة، وابدع شكل، وإذا لم يشكر نعمة ربه، فسيرد إلى أسفل دركات الجحيم [ والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين ].

(١) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٣٠ / ٣٠١)
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٣ / ٨٧٩)
(٣) - روح المعانى ـ نسخة محققة - (١٥ / ٣٩٣)


الصفحة التالية
Icon