تتحدث عن إنصراف الخلائق من أرض المحشر، إلى الجنة أو النار، وإنقسامهم إلى فريقين ما بين شفي وسعيد [ فريق في الجنة، وفريق في السعير ]. (١)
مقصودها انكشاف الأمور، وظهور المقدور أتم ظهور، وانقسام الناس في الجزاء في دار البقاء إلى سعادة وشقاء، وعلى ذلك دل اسمها بتامل الظرف ومظروفه، وما أفاد من بديع القدر وصروفه (٢)
هذه السورة مدنية في المصحف وفي بعض الروايات ومكية في بعض الروايات الأخرى. ونحن نرجح الروايات التي تقول بأنها مكية. وأسلوبها التعبيري وموضوعها يؤيدان هذا.
إنها هزة عنيفة للقلوب الغافلة. هزة يشترك فيها الموضوع والمشهد والإيقاع اللفظي. وصيحة قوية مزلزلة للأرض ومن عليها فما يكادون يفيقون حتى يواجههم الحساب والوزن والجزاء في بضع فقرات قصار!
وهذا هو طابع الجزء كله، يتمثل في هذه السورة تمثلا قويا... (٣)
مقاصد السورة
اشتملت هذه السورة الكريمة على مقصدين :
(١) اضطراب الأرض يوم القيامة ودهشة الناس حينئذ.
(٢) ذهاب الناس لموقف العرض والحساب ثم مجازاتهم على أعمالهم. (٤)
================
(٢) - نظم الدرر ـ موافق للمطبوع - (٨ / ٥٠٤)
(٣) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٦ / ٣٩٥٤)
(٤) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٣٠ / ٢٢٠)