وروى الترمذي عن أنس قال :«كان رجل من الأنصار يؤمّهم في مسجد قباء فكان كلّما أمّهم في الصلاة قرأ بقل هو اللّه أحد ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كلّ ركعة فكلّمه أصحابه إمّا أن تقرأ بها وإمّا أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى فقال ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمّكم بها فعلت وإن كرهتم تركت، وكانوا يرونه أفضلهم فلما أتاهم النبي - ﷺ - أخبروه الخبر فقال يا فلان ما يمنعك مما يأمرك به أصحابك وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ فقال : يا رسول اللّه إني أحبّها. فقال : إن حبّها أدخلك الجنة» «٢».
وروى الترمذي عن أبي هريرة قال :«أقبلت مع النبي - ﷺ - فسمع رجلا يقرأ قل هو اللّه أحد اللّه الصمد فقال رسول اللّه وجبت قلت وما وجبت قال الجنة» «٣».
وروى الترمذي عن أنس عن النبي - ﷺ - قال :«من قرأ كلّ يوم مائتي مرة قل هو اللّه أحد محي عنه ذنوب خمسين سنة إلّا أن يكون عليه دين» «٤». وروى الإمام أحمد عن أنس بسند حسن أن النبي - ﷺ - قال :«من قرأ قل هو اللّه أحد عشر مرات بنى اللّه له بيتا في الجنة» «٥». وروى النسائي عن معاذ بن عبد اللّه عن أبيه قال :«أصابنا عطش وظلمة فانتظرنا رسول اللّه - ﷺ - ليصلّي بنا فخرج فقال قل قلت ما أقول قال قل هو اللّه أحد والمعوّذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا يكفك كلّ شي ء» «٦».
حيث ينطوي في الأحاديث تنويه بفضل هذه السورة وحثّ على قراءتها من حكمتها المتبادرة ما انطوت فيه من إعلان الإيمان بوحدة اللّه التامة المنزّهة عن كل شائبة. (١)
سورة الإخلاص مكيّة، وهي أربع آيات.
تسميتها : سميت بأسماء كثيرة أشهرها سورة الإخلاص لأنها تتحدث عن التوحيد الخالص للَّه عز وجل، المنزه عن كل نقص، المبرأ من كل شرك، ولأنها تخلّص العبد من الشرك، أو من النار. وسميت أيضا سورة التفريد أو التجريد أو التوحيد أو النجاة أو الولاية لأن من قرأها صار من أولياء اللَّه، أو المعرفة، وتسمى كذلك سورة الأساس لاشتمالها على أصول الدين.
مناسبتها لما قبلها :
المناسبة بينها وبين ما قبلها واضحة، فسورة الكافرين للتبرؤ من جميع أنواع الكفر والشرك، وهذه السورة لإثبات التوحيد للَّه تعالى، المتميز بصفات الكمال، المقصود على الدوام، المنزه عن الشريك والشبيه، ولذا قرن بينهما في القراءة في صلوات كثيرة، كركعتي الفجر والطواف، والضحى، وسنة المغرب، وصلاة المسافر.