النصرانية المعقدة البعيدة عن حيّز الإقناع العقلي والاطمئنان النفسي، كما قال تعالى : وَلا تَقُولُوا : ثَلاثَةٌ، انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ، إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ [النساء ٤/ ١٧١]. (١)
ما حوته السورة من الموضوعات
(١) الأمر بتقوى اللّه فى السر والعلن.
(٢) تذكير المخاطبين بأنهم من نفس واحدة.
(٣) أحكام القرابة والمصاهرة.
(٤) أحكام الأنكحة والمواريث.
(٥) أحكام القتال.
(٦) الحجاج مع أهل الكتاب
(٧) بعض أخبار المنافقين.
(٨) الكلام مع أهل الكتاب إلى ثلاث آيات فى آخرها. (٢)
سورة النّساء مدنية على الصحيح، وزعم النحاس أنها مكية مستندا إلى أن قوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ [النساء : ٥٨].
الآية نزلت بمكة اتفاقا في شأن مفتاح الكعبة، وتعقبه العلامة السيوطي، بأن ذلك مستند واه لأنه لا يلزم من نزول آية، أو آيات بمكة من سورة طويلة نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكية خصوصا أن الأرجح أن ما نزل بعد الهجرة مدني ومن راجع أسباب نزول آياتها عرف الرد عليه، ومما يردّ عليه أيضا ما أخرجه البخاري عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت : ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده صلى اللّه تعالى عليه وسلم، وبناؤه عليها صلى اللّه تعالى عليه وسلم كان بعد الهجرة اتفاقا، وقيل : إنها نزلت عند الهجرة، وعدة آياتها عند الشاميين مائة وسبع وسبعون، وعند الكوفيين ست وسبعون، وعند الباقين خمس وسبعون، والمختلف فيه منها آيتان : إحداهما أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ [النساء : ٤٤] وثانيتهما فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً [النساء : ١٧٣] فالكوفيون يثبتون الأولى آية فقط، والشاميون يثبتون الثانية أيضا، والباقون يقولون هما بعضا آية، ووجه مناسبتها لآل عمران أمور، منها أن آل عمران ختمت بالأمر بالتقوى، وافتتحت هذه السورة به، وذلك من آكد وجوه المناسبات في ترتيب السور، وهو نوع من أنواع البديع يسمى في الشعر تشابه الأطراف وقوم يسمونه بالتسبيغ، وذلك كقول ليلى الأخيلية :

(١) - التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٤ / ٢١٩)
(٢) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٤ / ١٧٣)


الصفحة التالية
Icon