أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله ; فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم، ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا ). (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق، أو جاؤوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم. ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم، وألقوا إليكم السلم، فما جعل الله لكم عليهم سبيلا. ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم، كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها. فإن لم يعتزلوكم، ويلقوا إليكم السلم، ويكفوا أيديهم، فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم ; وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا.. [ ٨٩ - ٩١ ].. (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا، ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام: لست مؤمنا، تبتغون عرض الحياة الدنيا، فعند الله مغانم كثيرة. كذلك كنتم من قبل، فمن الله عليكم، فتبينوا، إن الله كان بما تعملون خبيرا).. [ آية ٩٤ ]..
وكذلك تجيء في ثنايا الحديث عن الجهاد بعض الأحكام الخاصة بالصلاة في حالة الخوف وحالة الأمن ; مع توصيات الله للمؤمنين وتحذيرهم من أعدائهم المتربصين: (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة - إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا - إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا. وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة، فلتقم طائفة منهم معك، وليأخذوا أسلحتهم، فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم، ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم. ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ! ولا جناح عليكم - إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى - أن تضعوا أسلحتكم ; وخذوا حذركم، إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا. فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم، فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة. إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا).. [ ١٠١ - ١٠٣ ]..
وتدل هذه الآيات على مكان الصلاة من الحياة الإسلامية ; حتى لتذكر في مقام الخوف، وتبين كيفياتها في هذا المقام ; كما تدل على تكامل هذا المنهج، في مواجهة الحياة الإنسانية في كل حالاتها ; ومتابعة الفرد المسلم والجماعة المسلمة في كل لحظة وفي كل حال..
ويستتبع الأمر بالجهاد كذلك حملة ضخمة على المنافقين وعلى موالاتهم لليهود في المدينة بينما هم يكيدون لدين الله، وللجماعة المسلمة، وللقيادة المسلمة كيدا شديدا. وعلى ألاعيبهم في الصف المسلم، وتمييعهم للقيم والنظم. وفي الآيات التي اقتطفناها من قطاع الجهاد طرف من الحملة على المنافقين، نضم إليه هذا القطاع المصور لحالهم وصفاتهم، الكاشف لطبيعتهم ووسائلهم:
(ويقولون طاعة. فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول، والله يكتب ما يبيتون. فأعرض عنهم، وتوكل على الله، وكفى بالله وكيلا. أفلا يتدبرون القرآن َ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ