* ثم ختمت السورة بتنزيه الله عن الشريك والولد، وعن صفات النقص والعجز، واتصافه بالعزة والكبرياء [ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا ].
التسمية :
سميت السورة الكريمة (سورة الإسراء) لتلك المعجزة الباهرة معجزة الإسراء التى خص الله تعالى بها نبيه الكريم خاتم النبيين ( - ﷺ - )، احتفاء به، وتكريما له، على صبره، وتحمله ضروب البلاء والأذى، في سبيل تبليغ دعوة الله، وانها لحفاوة عظيمة ان يُسرى به إلى بيت المقدس، ثم أن يُصعد به إلى السماء، لم ينلها قبله أحد من الأنبياء. (١)
المقصود بها الإقبال على اله وحده، وخلع كل ما سواه، لأنه وحده المالك لتفاصيل الأمور، وتفضيل بعض الخلق على بعض، وذلك هو العمل بالتقوى التي أدناها التوحيد الذي افتتحت به النحل، وأعلاها الإحسان الذي اختتمت به، وهو الفناء عما سوى الله، وهي من أوائل ما أنزل، روى البخاري في فضائل القرآن وغيره عن ابن مسعود رض الله عنه قال : بنو إسائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي.
وكل من أسمائها واضح الدلالة على ما ذكر أنه مقصودها، أما ( سبحان )، الذي هو علم للتنزيه فمن أظهر ما يكون فيه، لأن من كان على غاية النزاهة عن كل نقص، كان جديراً بأن لا نعبد إلا إياه، وأن نعرض عن كل ما سواه، لكونه متصفاً بما ذكر، وأما بنو إسرائيل فمن أحاط أيضاً بتفاصيل أمرهم في سيرهم إلى الأرض المقدسة الذي هو كالإسراء وإيتائهم الكتاب وما ذكر مع ذلك من أمرهم في هذه السورة عرف ذلك ) باسم الله ( الملك المالك لجميع الأمر ) الرحمن ( لكل ما أوجده بما رباه ) الرحيم ( لمن خصه بالتزام العمل بما يرضاه.
لما كان مقصود النحل التنزه عن الاستعجال وغيره من صفات النقص، والاتصاف بالكمال المنتج لأنه قادر على الأمور الهائلة ومنها جعل الساعة كلمح البصر أو أقرب، وختمها بعد تفضيل إبراهيم عليه السلام والأمر باتباعه بالإشارة إلى نصر أوليائه - مع ضعفهم في ذلك الزمان وقلتهم - على أعدائه على كثرتهم وقوتهم، وكان ذلك من خوارق العادات ونواقص المطردات، وأمرهم بالتأني والإحسان، افتتح هذه بتحقيق ما أشار الختم إليه بما خرقه من العادة في الإسراء، وتنزيه نفسه الشريفة من توهم استبعاد ذلك، تنبيهاً على أنه قادر على أن يفعل الأمور العظيمة الكثيرة الشاقة في أسرع وقت، دفعاً لما قد