٩ - أبان اللّه تعالى موقف المشركين حين سماع القرآن من المؤمنين بأنهم خير منهم مجلسا ومجتمعا. وهددهم بأنه أهلك كثيرا من الأمم السابقة بسبب عتوهم واستكبارهم، وأنه يمدّ للظالمين ويمهلهم، ويزيد الهداية للمهتدين، وأن معبودات المشركين ستكون أعداء لهم [٧٣ - ٨٤] وذلك كله لتنزيه اللّه عن الولد والشريك.
١٠ - التمييز بين حشر وفد المتقين إلى الجنان، وسوق المجرمين إلى النيران [٨٥ - ٨٧].
١١ - التنديد بمن ادعى الولد للّه، والرضا عن المؤمنين الصالحين، وأن القرآن لتبشير المتقين وإنذار الكافرين المعاندين [٨٨ - ٩٨]. (١)
وهي مكية كلها على القول الصحيح، نزلت بعد فاطر، وعدد آياتها ثمان وتسعون آية. وتهدف إلى تقرير مبدأ التوحيد للّه ونفى الشريك والولد عنه وإثبات البعث، وتتخذ القصص مادة لذلك، ثم تعرض لبعض المشاهد يوم القيامة، ومناقشة المنكرين للبعث. (٢)
وجه مناسبتها لسورة الكهف اشتمالها على نحو ما اشتملت عليه من الأعاجيب كقصة ولادة يحيى. وقصة ولادة عيسى عليهما السلام ولهذا ذكرت بعدها، وقيل إن أصحاب الكهف يبعثون قبل الساعة ويحجون مع عيسى عليه السلام حين ينزل ففي ذكر هذه السورة بعد تلك مع ذلك إن ثبت ما لا يخفى من المناسبة، ويقوى ذلك ما قيل أنهم من قومه عليه السّلام وقيل غير ذلك. (٣)
* سورة مريم مكية، وغرضها تقرير التوحيد، وتنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به، وتثبيت عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء، ومحورُ هذه السورة يدور حول التوحيد، والإيمان بوجود الله ووحدانيته، وبيان منهج المهتدين، ومنهج الضالين.
* عرضت السورة الكريمة لقصص بعض الأنبياء مبتدئةً بقصة نبي الله " زكريا " وولده " يحيى " الذي وهبه على الكبر من امرأة عاقر ولا تلد، ولكن الله قادرعلى كل شيء، يسمع دعاء المكروب، ويتسجيب لنداء الملهوف، ولذلك استجاب الله دعاءه ورزقه الغلام النبيه.
* وعرضت السورة لقصة أعجب وأغرب، تلك هي قصة " مريم العذراء " وإنجابها لطفل من غير أب، وقد شاءت الحكمة الإلهية أن تبرز تلك المعجزة الخارقة بميلاد عيسى من أم بلا أب، لتظل آثار القدرة الربانية ماثلةً أمام الأبصار، بعظمة الواحد القهار.
(٢) - التفسير الواضح ـ موافقا للمطبوع - (٢ / ٤٤٣)
(٣) - روح المعانى ـ نسخة محققة - (٨ / ٣٧٧)