- والتعريض بالمشركين بتكبرهم عن سنة إبراهيم عليه السلام الذي ينتمون إليه ويحسبون أنهم حماة دينه وأمناء بيته وهم يخالفونه في أصل الدين.
وتذكير لهم بما من الله عليهم في مشروعية الحج من المنافع فكفروا نعمته.
- وتنظيرهم في تلقي دعوة الإسلام بالأمم البائدة الذين تلقوا دعوة الرسل بالإعراض والكفر فحل بهم العذاب.
- وأنه يوشك أن يحل بهؤلاء مثله فلا يغرهم تأخير العذاب فإنه إملاء من الله لهم كما أملى للأمم من قبلهم. وفي ذلك تأنيس للرسول - ﷺ - والذين آمنوا، وبشارة لهم بعاقبة النصر على الذين فتنوهم وأخرجوهم من ديارهم بغير حق.
- وأن اختلاف الأمم بين أهل هدى وأهل ضلال أمر به افترق الناس إلى ملل كثيرة.
- وأن يوم القيامة هو يوم الفصل بينهم لمشاهدة جزاء أهل الهدى وجزاء أهل الضلال.
- وأن المهتدين والضالين خصمان اختصموا في أمر الله فكان لكل فريق جزاؤه.
- وسلى الله رسوله - ﷺ - والمؤمنين بأن الشيطان يفسد في قلوب أهل الضلالة آثار دعوة الرسل ولكن الله يحكم دينه ويبطل ما يلقي الشيطان فلذلك ترى الكافرين يعرضون وينكرون آيات القرآن.
- وفيها التنويه بالقرآن والمتلقين له بخشية وصبر. ووصف المفار بكراهيتهم القرآن وبغض المرسل به. والثناء على المؤمنين وأن الله يسر لهم أتباع الحنيفية وسماهم المسلمين.
- والإذن للمسلمين بالقتال وضمان النصر والتمكين في الأرض لهم.
- وختمت السورة بتذكير الناس بنعم الله عليهم وأن الله اصطفى خلقا من الملائكة ومن الناس فأقبل على المؤمنين بالإرشاد إلى ما يقربهم إلى الله زلفى وأن الله هو مولاهم وناصرهم. (١)
مناسبتها للسورة التي قبلها
كانت سورة الأنبياء ـ السابقة على هذه السورة ـ حديثا متصلا عن أنبياء اللّه ورسله، وما ابتلاهم اللّه سبحانه وتعالى به من ضرّاء وسرّاء، ثم كانت عاقبتهم جميعا إلى العافية فى الدنيا، وإلى رضا اللّه ورضوانه فى الآخرة..
وقد بدئت هذه السورة ـ سورة الأنبياء ـ بهذا الخبر المثير :« اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ » ثم ختمت السورة بهذا البلاغ المبين، الذي جاء به قوله تعالى :« وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ » ثم تلتها الآيات التي تحدث عن النبىّ ـ صلوات اللّه

(١) - التحرير والتنوير لابن عاشور - (١٧ / ١٣١)


الصفحة التالية
Icon