والبراهين على البعث والنشور، وهو المحور الذي تدور عليه السورة، وأهم ما يجادل فيه المبطلون، فقصمت ببيانها الساطع ظهر الباطل.
* وتحدثت السورة عن الأهوال والشدائد التي يلقاها الكفار وقت الإحتضار، وهم في سكرات الموت، وقد تمنوا العودة إلى الدنيا ليتداركوا ما فاتهم من صالح العمل، ولكن هيهات فقد انتهى الأجل، وضاع الأمل.
* وختمت السورة بالحديث عن يوم القيامة حيث ينقسم الناس إلى فريقين : سعداء، وأشقياء، وينقطع الحسب والنسب، فلا ينفع إلا الإيمان والعمل الصالح، وسجلت المحاورة بين المَلِكِ الجبار، وبين أهل النار وهم يصطرخون فيها فلا يغاثون ولا يجابون !! (١)
مقصودها اختصاص المؤمنين بالفلاح، وتسمها واضح الدلالة على ذلك ) بسم الله ( الذي له الأمر كله، فلا راد لأمره ) الرحمن ( الذي من عموم رحمته الإبلاغ في البيان ) الرحيم ( الذي خص من أراد بالإيمان. (٢)
هذه سورة «المؤمنون».. اسمها يدل عليها. ويحدد موضوعها.. فهي تبدأ بصفة المؤمنين، ثم يستطرد السياق فيها إلى دلائل الإيمان في الأنفس والآفاق. ثم إلى حقيقة الإيمان كما عرضها رسل اللّه - صلوات اللّه عليهم - من لدن نوح - عليه السلام - إلى محمد خاتم الرسل والنبيين وشبهات المكذبين حول هذه الحقيقة واعتراضاتهم عليها، ووقوفهم في وجهها، حتى يستنصر الرسل بربهم، فيهلك المكذبين، وينجي المؤمنين..
ثم يستطرد إلى اختلاف الناس - بعد الرسل - في تلك الحقيقة الواحدة التي لا تتعدد.. ومن هنا يتحدث عن موقف المشركين من الرسول - ﷺ - ويستنكر هذا الموقف الذي ليس له مبرر.. وتنتهي السورة بمشهد من مشاهد القيامة يلقون فيه عاقبة التكذيب، ويؤنبون على ذلك الموقف المريب، يختم بتعقيب يقرر التوحيد المطلق والتوجه إلى اللّه بطلب الرحمة والغفران..
فهي سورة «المؤمنون» أو هي سورة الإيمان، بكل قضاياه ودلائله وصفاته. وهو موضوع السورة ومحورها الأصيل.
ويمضي سياق السورة في أربعة أشواط :

(١) - صفوة التفاسير ـ للصابونى - (٢ / ٢٢٩)
(٢) - نظم الدرر ـ موافق للمطبوع - (٥ / ١٨٢)


الصفحة التالية
Icon