بعظمة الواحد القهار [ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء، فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها، ومن الجبال جدد بيض، وحمر مختلف ألوانها، وغرابيب سود.. ] الآيات.
* وتحدثت بعد ذلك عن ميراث هذه الأمة المحمدية لأشرف الرسالات السماوية، بإنزال هذا الكتاب المجيد الجامع لفضائل كتب الله، ثم انقسام الأمة إلى ثلاثة أنواع :(المقصر، والمحسن، والسابق بالخيرات ) [ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله.. ] الآيات.
* وختمت السورة بتقريع المشركين في عبادتهم للأوثان والأصنام والأحجار [ قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله، أروني ماذا خلقوا من الأرض.. ] الآيات إلى آخر السورة الكريمة.
التسمية : سميت " فاطر " لذكر هذا الاسم الجليل، والنعت الجميل في طليعتها، لما في هذا الوصف من الدلالة على الإبداع والاختراع، والإيجاد لا على مثال سابق، ولما فيه من التصوير الدقيق، المشير إلى عظمة ذي الجلال، وباهر قدرته، وعجيب صنعه، فهو الذي خلق الملائكة وأبدع تكوينهم بهذا الخلق العجيب (١)..
هي ختام السور المفتتحة باسم الحمد، التي تقدم عن الشيخ سعد الدين التفتازاني أنه فصلت فيها النعم الأربع التي هي أمهات النعم المجموعة في الفاتحة، وهي الإيجاد الأول، ثم الإبقاء الأول ؛ ثم الإيجاد الثاني المشار إليه بسورة سبأ، ثم الإبقاء الثاني الذي هو أنهاها وأحكمها، المفصل أمره فيها في فريقي السعادة المفتتحة بالابتداء الدال عليه بأنهى القدرة وأحكمها، المفصل أمره فيها في فريقي السعادة والشقاوة تفصيلاً شافياً على أنه استوفى في هذه السورة النعم الأربع كما يأتي بيانه في محالّه، فمقصودها إثبات القدرة الكاملة لله تعالى اللازم منها تمام القدرة على البعث الذي عنه يكون أتم الإبقاءين الإبقاء بالفعل دائماً أبداً بلا انقطاع ولا زوال ولا اندفاع في دار المقامة التي أذهب عنها الحزن والنصب واللغوب، ودار الشقاوة الجامعة لجميع الأنكاد والهموم، ولاسم السورة أتم مناسبة لمقصودها لأنه لا شيء يعدل ما في الجنة من تجدد الخلق فإنه لا يؤكل منها شيء إلا عاد كما كان في الحال، ولا يراد شيء إلا وجد في أسرع وقت، فهي دار الإبداع والاختراع بالحقيقة وكذا النار ) ) كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ( ) [ النساء : ٥٦ ] ؛ وكذا تسميتها بالملائكة فإنهم يبدعون خلقاً جديداً كل واحد منهم على

(١) - صفوة التفاسير ـ للصابونى - (٣ / ٦٨)


الصفحة التالية
Icon