بالشهب الثاقبة، ردا علي أساطير أهل الجاهلية في إعتقادهم بأن هناك قرابة بين الله سبحانه وبين الجن، وتحدثت السورة عن البعث والجزاء لإنكار المشركين له، واستبعادهم للحياة مرة ثانية بعد أن يصبحوا عظاما ورفاتا [ والصافات صفا فالزاجرات زجرا.. ] الآيات.
*وتأكيدا لعقيدة الإيمان بالبعث ذكرت السورة قصة المؤمن والكافر " والحوار الذي دار بينهما في الدنيا، ثم النتيجة التي آل إليها أمر كل منهما بخلود المؤمن في الجنة، وخلود الكافر في النار [ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قال قائل منهم إني كان لي قرين. يقول أئنك لمن المصدقين.. ] الآيات.
* واستعرضت السورة الكريمة قصص بعض الأنبياء، بدءا بنوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل، ثم قصة موسي وهارون، ثم إلياس ولوط، وذكرت بالتفصيل قصة (الإيمان والإبتلاء) في حادثة الذبيح (إسماعيل ) وما جري من أمر الرؤيا للخليل إبراهيم حتى أمر بذبح ولده ثم جاءه الفداء، تعليما للمؤمنين كيف يكون أمر الإنقياد والإستسلام لأمر أحكم الحاكمين [ ولقد نادانا نوح فلنعم المجبيون.. ] الآيات.
*وختمت السورة الكريمة ببيان نصرة الله لأنبيائه وأوليائه في الدنيا والآخرة، وإن العاقبة للمتقين [ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون.. ] الآيات إلى خاتمة السورة الكريمة.
التسمية : سميت السورة (سورة الصافات ) تذكيرا للعباد بالملأ الأعلي من الملائكة الأطهار، الذين لا ينفكون عن عبادة الله [ يسبحون الليل والنهار لا يفترون ] وبيان وظائفهم التي كلفوا بها. (١)
مقصودها الاستدلال على آخر يس من التنزه عن النقائص اللازم منه رد العباد للفصل بينهم بالعدل اللازم منه الوحدانية، وذلك هو المعنى ذلك أشار إليه وسمها بالصافات ) وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون (٢)
هذه السورة المكية - كسابقتها - قصيرة الفواصل، سريعة الإيقاع، كثيرة المشاهد والمواقف، متنوعة الصور والظلال، عميقة المؤثرات، وبعضها عنيف الوقع، عنيف التأثير.
وهي تستهدف - كسائر السور المكية - بناء العقيدة في النفوس، وتخليصها من شوائب الشرك في كل صوره وأشكاله. ولكنها - بصفة خاصة - تعالج صورة معينة من صور الشرك التي كانت سائدة في البيئة العربية الأولى.
(٢) - نظم الدرر ـ موافق للمطبوع - (٦ / ٢٨٩)