وانتفاضه وخشيته. نجد هذا في صورة القانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه. وفي صورة الذين يخشون ربهم تقشعر جلودهم لهذا القرآن ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه. كما نجده في التوجيه إلى التقوى والخوف من العذاب، والتخويف منه :«قُلْ : يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ». «قُلْ : إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ».. «لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ. ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ. يا عِبادِ فَاتَّقُونِ».. ثم نجده في مشاهد القيامة وما فيها من فزع ومن خشية، وما فيها كذلك من إنابة وخشوع.
والسورة تعالج الموضوع الواحد الرئيسي فيها في جولات قصيرة متتابعة تكاد كل جولة منها تختم بمشهد من مشاهد القيامة، أو ظل من ظلالها. وسنحاول أن نستعرض هذه الجولات المتتابعة كما وردت في السياق. إذ أنه يصعب تقسيم السورة إلى دروس كبيرة. وكل مجموعة قليلة من آياتها تصلح حلقة تعرض في موضعها. ومجموع هذه الحلقات يتناول حقيقة واحدة. حقيقة التوحيد الكبيرة.. (١)
مجمل مشتملات هذه السورة الكريمة
(١) وصف الكتاب الكريم.
(٢) الأمر بعبادة اللّه وحده والنعي على المشركين في عبادتهم للأوثان والأصنام.
(٣) إقامة الأدلة على وحدانية اللّه.
(٤) طبيعة المشرك في السراء والضراء.
(٥) ضرب الأمثال في القرآن وفائدة ذلك.
(٦) تمنى المشركين الفداء حين يرون العذاب.
(٧) الوعد بغفران ذنوب من أسرفوا على أنفسهم إذا تابوا.
(٨) ما يرى على وجوه أهل النار من الكآبة والحزن.
(٩) ذكر أحوال يوم القيامة.
(١٠) وصف ذهاب أهل النار إلى المحشر وما يشاهد وبه من الأهوال - (١١) وصف ذهاب أهل الجنة وما يشاهدونه فيها من النعيم المقيم.
(١٢) بعد فصل القضاء يقول أهل الجنة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). (٢)
===============
(٢) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٢٤ / ٤٠)