الْمُتَكَبِّرِينَ».. وعلى ضوء هذا المشهد يوجه اللّه رسوله إلى الصبر مرة أخرى، والثقة بأن وعد اللّه حق. سواء أبقاه حتى يشهد بعض ما يعدهم أو توفاه قبل أن يراه. فسيتم الوعد هناك..
والشوط الأخيرفي السورة يتصل بالشوط الثالث. فبعد توجيه الرسول - ﷺ - للصبر والانتظار يذكر أن اللّه قد أرسل رسلا قبله كثيرين. «وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ».. على أن في الكون آيات قائمة، وبين أيديهم آيات قريبة ولكنهم يغفلون عن تدبرها.. هذه الأنعام المسخرة لهم. من سخرها؟.
وهذه الفلك التي تحملهم أليست آية يرونها! ومصارع الغابرين ألا تثير في قلوبهم العظة والتقوى؟ ويختم السورة بإيقاع قوي على مصرع من مصارع المكذبين، وهم يرون بأس اللّه فيؤمنون «فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا. سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ، وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ».. هذا الختام الذي يصور نهاية المتكبرين، ويتفق مع جو السورة وظلها وطابعها الأصيل. (١)
مجمل ما حوته السورة الكريمة
(١) وصف الكتاب الكريم.
(٢) الجدل بالباطل في آيات اللّه.
(٣) وصف الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله.
(٤) طلب أهل النار الخروج منها لشدة الهول ثم رفض هذا الطلب.
(٥) إقامة الأدلة على وجود الإله القادر.
(٦) إنذار المشركين بأهوال يوم القيامة.
(٧) قصص موسى عليه السلام مع فرعون وما دار من الحوار بين فرعون وقومه والذي يكتم إيمانه.
(٨) أمر الرسول - ﷺ - بالصبر على أذى قومه كما صبر أولو العزم من الرسل.
(٩) تعداد نعم اللّه على عباده في البر والبحر. (٢)
=============

(١) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (٥ / ٣٠٦٥)
(٢) - تفسير الشيخ المراغى ـ موافقا للمطبوع - (٢٤ / ١٠١)


الصفحة التالية